ظل العمل النقابي بالمجال الفلاحي مكسور الأجنحة ولم يكتب له النجاح، فبالرغم من العديد من التنظيمات النقابية في المجال الفلاحي فإنها باءت بالفشل. والكل يتساءل عن العوامل المباشرة التي أفشلت هذه التجارب النقابية.. البعض أرجعها إلى سوء التأطير في ظل تفشي الأمية وسط نسبة كبيرة من الفلاحين؛ والبعض الآخر إلى كثرة المشاكل الفلاحية وعدم التغلب عليها.

في ظل هذا الارتجاج النقابي تعود نقابة الفلاحين، المنضوية تحت جناح الاتحاد المغربي للشغل، إلى الحياة النقابية حاملة اسم "النقابة الوطنية للفلاحين"، والتي تأسست يوم فاتح يوليوز 2018 بالمقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل بالرباط، بحضور حوالي 400 فلاح، من كل مناطق المغرب.. وتاريخ التأسيس هذا سبقته لجنة تحضيرية سهرت على كل الشؤون الإدارية والقانونية والتواصلية... من ميلاد نقابة لها مقومات سليمة تؤهلها للقيام بعملها على أحسن وجه.

وكانت محطة التأسيس فرصة لانتخاب مختلف الهياكل النقابية للنقابة المذكورة، ليتم انتخاب فيصل أوشن كاتبا عاما، وهو شاب له مستوى جامعي يرتبط اهتمامه بالعمل الفلاحي، ينتمي إلى منطقة امزميز، من مواليد 1981.

وهكذا تم انتخاب مكتب وطني من 25 عضوا، فضلا عن اللجنة الإدارية المكونة من 91عضوا. وتضم اللجنة الإدارية التمثيلية النسائية بانتخاب 8 نسوة، ينتمين لمختلف مناطق المغرب. وبعد هذه المحطة فإن النقابة الوطنية للفلاحين منكبة على إحداث فروع لها بمختلف الأقاليم معتمدة على فروع الاتحاد المغربي للشغل.

وبهذا المنهاج، فإن الفروع المحدثة حاليا تقارب المائة في أفق إحداث ستين فرعا بكل أنحاء المغرب. والنقابة الوطنية للفلاحين منكبة على الدفاع عن مجموعة من مطالب الفلاحين، والتي هي في واقع الأمر ذات لائحة طويلة، وفي مقدمة هذه المطالب التغطية الاجتماعية للفلاح الذي لا يتوفر لا على تغطية صحية أو تقاعد أو تأمين صحي بمفهومه الحقيقي.. يضاف إلى هذه المطالب معاناة الفلاحين مع مجموعة من المشاكل، منها موجات الجفاف وحاجتهم للدعم الحقيقي من الدولة، فضلا عن علاقتهم بصندوق القرض الفلاحي، والتي تشوبها مجموعة من المشاكل، ومطالب أخرى للفلاحين بالعالم القروي مرتبطة بحياتهم اليومية.