السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

حميد عزيز:شي يكوي شي يبخ... واللعبة مفضوحة يا بوانو

حميد عزيز:شي يكوي شي يبخ... واللعبة مفضوحة يا بوانو حميدعزيز
مرة يخرج علينا أفتاتي، ومرة بوانو، وثالثة ماء العينين...وكلهم يصرحون بأن شيئا ما غير مفهوم في سلوك الحكومة !!. يطرحون أسئلة بشأن بعض القضايا ، وكأنهم لا يعلمون ، أو ربما يمارسون دور المعارضة..
أخر تقليعات الكي، ما أثاره عبدالله بوانو بخصوص ملف المحروقات.ومعلوم أن الموضوع أثار سخط المغاربة الذين أدركوا مبكرا أن تحرير السوق في هذا القطاع الحيوي ، لن يستفيد منه إلا كبار "المستثمرين" وشركات التوزيع.وكان أن طلب المخفي لحسن الداودي، مهلة لا تتعدى السنة..لاستطلاع الوضع..واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المنافسة ..وضمان الشروط العادلة لتسويق المحروقات..تشكلت لهذا الغرض لجنة خاصة ، أنجزت تقريرا مفصلا في الموضوع.وها قد مرت سنة ونصف على بداية عملية التحرير..وشهور على توصيات اللجنة، دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ.وهو ما"يحتج"عليه بوانو متسائلا عن المستفيد من تأخر إجراءات حماية المواطن من جشع الحيتان...
اللعبة مكشوفة ومفضوحة، ولا يمكن أن تنطلي الخدعة إلا على مغرض أو مغفل..فالقصة تكاد تكون مفاتيحها (شكليا) في يد طرف سياسي واضح، هو حزب العدالة والتنمية..فبوانو هو رئيس اللجنة الموضوعاتية ، والرباح هو وزير الطاقة ، والداودي وزير الحكامة.وفوق هؤلاء رئيس حكومة من نفس الحزب .يعرفه المواطنون جيدا..
لمن إذن يوجه بوانو أسئلته وملاحظاته؟ هل يريد منا أن نفهم بان حزبه مغلوب على أمره، وانه لا يحكم إلا في حدود ما رسم له؟ أين اختفى مبرر "الشعبية" التي اعتمدوها دوما في صراعهم مع الخصوم؟لماذا لم يكن عرابهم في حاجة إلى أية لجنة لدراسة أثار قرار رفع الدعم عن المحروقات؟ هذه هي الأسئلة الحقيقية، أما أسئلة بوانو، فلا تعني المغاربة في شيء. لأنهم يعلمون الفاعل، ولا يثقون في المفعول به.