الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد بن الطاهر: ملاحظات حول نقاش موضوع العامية في تعليم العربية

محمد بن الطاهر: ملاحظات حول نقاش موضوع العامية في تعليم العربية

التعليم يعني إيصال كلمات ومفاهيم وثقافة وقواعد لغة أو مادة أخرى لأطفال أو أجانب يهتمون بالثقافة العربية كل وهدفه.

ولهذا لا أرى مانعا أن يتعلم ويتكلم أبنائي لغة تفهمها أمي وخالتي وجدتي رحمها الله. لأن أمي وخالتي وجدتي لا تتكلمن اللغة العربية المدرسة.. لأنهن لم تتمدرسن... وهن كثيرات.

سؤالي هو لماذا ندرس اللغة الفصحى؟

للتعرف على التراث العربي المكتوب؟ طيب..

لمنافسة لغات أخرى في النشر الأدبي والعلمي؟ طيب..

أين نحن من هذا؟

العربية هي خامس لغة في العالم، حسب عدد الناطقين بها، بعد الصينية والإسبانية والإنجليزية والهندية (290 مليون).

أكبر بلد عربي ناطق بالعربية هو مصر .

ومشاريع تعليم العامية في المدارس ليست جديدة. العملية بدأت في المشرق العربي في القرن التاسع عشر، رغم أنها كانت ترمي آنذاك إلى القضاء على اللغة العربية، بإبعادها عن التعليم والإدارة وسائر المرافق الحيوية. إذ يعلم الداعون إلى الدارجة أنها ليست لغة عالمة لها نحوها وصرفها.

ويؤكد الباحث  الموريتاني "إسلمو ولد سيدي أحمد" أنّ اللغة العربية، ما دامت قادرة على منافسة اللغة الأجنبية، فإن إقصاءها عن حياة المجتمع كفيل بإخلاء الجو للغة الأجنبية.

أهذه المقاربة جدية؟

للتذكير، فالعوامل التي تسهم في توسيع نطاق اللغة، هي العوامل الديموغرافية، والاقتصادية والعسكرية، والثقافية والسياسية.

العوامل اللغوية تلعب جزءا صغيرا في توسع نطاق لغة ما، وقد تلعب دوراً معينا على قدر من العوامل المذكورة أعلاه موجودة. وفاعلة.

ويجب أن يفهم، أن الأوضاع العسكرية السارية في العالم العربي ليست لصالح التوسع في اللغة، بل ستؤدي بالضرورة إلى الانحدار، إن لم يكن بالانقراض لهذه اللغة عامية كانت أم فصحى.

كما دونه أحد الأصدقاء، المصطلحات التي يتداولها خدام اللغة في مبادلتهم ومنشوراتهم هي مفاهيم محددة مسبقا مهما كانت اللغة .

مصطلح الكمبيوتر وميكانيك الكم والشبكات العصبية وغيرها لن يتغير تدريسها لأن لا وجود لها في الدارجة.

والشمكار وسميع لعظام وطارت معزة لن تغير شيئا، لأنها عبارات محلية لا تسمن ولا تغني من جوع .

Amadou Hempâte Ba الكاتب و"الأنتربولوجي"، المدافع عن التقليد الشفهي، عضو "المجلس التنفيذي لليونسكو"، صرح قائلا: "في أفريقيا، عندما يتوفى رجل عجوز، تحترق مكتبة "، صيغة أصبح يضرب بها  المثل.

العامية غالبا شفهية، فلماذا ليس هناك تفكير شامل في الحفاظ عليها كتراث شفهي إذا كانت لها أهمية وتعميم تعليم اللغة كأداة للتواصل ليس إلا؟