"المغني المغربي المشهور "سعد لمجرد" في قلب قضية اغتصاب أخرى بفرنسا"، عنوان تصدر يوم السبت 25 غشت 2018 العديد من الصفحات عبر الفايسبوك والمواقع الإلكترونية، خبر شكك في صحته القليل من رواد موقع الفايسبوك بدعوى أنه يحبل بالإشاعات التي تطارد النجوم، فيما صدَّقه عدد كبير منهم دون أن يتقصوا حقيقة الأمر، بحكم أن سعد لمجرد سبق وأن توبع في قضية مماثلة في فرنسا، وتمَّ إطلاق سراحه بكفالة مع وضع سوار إلكتروني في رجله اليسرى، واستفاد من سراح مؤقت مشروط. وبعد أن عانق الحرية المؤقتة، أطلق عبر قناته على اليوتيوب أغنية جديدة عنوانها "غزالي" والتي عانق فيها قردة وعلق بعض رواد الفايسبوك : إنها رسالة موجهة للفرنسية لورا بريول، التي اتهمته بالاغتصاب بفندق في فرنسا، وبعدها اختار أن يقدم أغنية بلغة "لورا" عنوانها كازابلانكا، فبدأت قضيته الأولى مع لورا تتلاشى في بحر النسيان، إلى أن أشعل خبر اعتقاله من جديد صفحات الفايسبوك يومي السبت والأحد الماضيين، وترددت أغلب وسائل الإعلام المغربية في نشر الخبر، بينما نشرت الخبر العديد من المواقع الإلكترونية والفرنسية والعربية، اعتمادا على صفحة الصحفي المغربي المقيم بفرنسا (سيمو بنبشير) عبر تويتر، إذ عمَّمَ يوم 26 غشت عبارة " القبض على سعد لمجرد من جديد في سانت تروبي بسبب ضرب فتاة جديدة تحت تأثير المخدرات"، إلى أن ذكرت وسائل إعلام فرنسية نقلا عن النيابة العامة بدارغينيان بفرنسا، أن صاحب أغنية (في الحب قلبي كبير)، تمَّ وضعه يوم الأحد 26 غشت2018 رهن الحراسة النظرية بمركز الدرك بالمحطة السياحية سانت تروبي جنوب فرنسا، بعد أن تقدمت فرنسية بشكاية ضده بتهمة الاعتداء الجنسي، لتتناسل بعد ذلك المقالات والتعليقات حول خبر اعتقال سعد لمجرد بالتهمة ذاتها، التي يبدو أنها اليوم لن تقسم التعليقات إلى نصفين (مساند ومهاجم)، كما حدث في القضية الأولى، التي تقدمت فيها شابة فرنسية لورا بريول بشكاية ضد صاحب أغنية (إنت باغية واحد).
رواد الفايسبوك هاجموا سعد لمجرد هذه المرة بشبه إجماع، ومنهم من دعا إلى توقيع أقصى العقوبات عليه، إذ ذهبت بعض الصفحات (صفحة عباس عباس مثلا )، إلى حد تعميم بوسط "كلنا مع المؤبد لسعد لمجرد"، كما كتب صاحب حساب الزين حسن : "مغتصب متسلسل رغم السلسلة لي فرجليه". وفي تعليق آخر كتب صاحب حساب محمد أنكاي : "وقولو لمو تزوجوا ويهنينا". وتضمن تعليق خاص بصفحة محمد إقلي هذه الفقرة : "من المؤسف جدا أن تتخذ حياة هذا المغني الشاب مسارا تراجيديا، لا يليق بعائلته المعروفة هنا بمراكش وفي المغرب، الفنانة نزهة الركراكي وزوجها المطرب الخلوق البشير عبدو يحكي بعض الناس الذين جاوروهما أن سعد في صغره كان خلوقا ومتزنا ولا تبدو عليه علامات اضطرابات نفسية أو انحرافات على كل حال لو صحت هذه الواقعة، فمعنى هذا أن سعد لمجرد غير سوي من الناحية النفسية". فيما علق فريد بش بعبارة : "مغتصب يجب أن يؤدي ثمن فعلته".
وكتبت صاحبة حساب عايشة كارا : "أنه مغتصب نقطة إلى السطر.. رغم أنهم وضعوا له سوارا تركوه يعيش الحياة الجميلة إنه شخص خطر وعدواني". وكتب صاحب حساب نجيم فهمي : "هذا الوقح يلطخ سمعة المغرب". ونشر صاحب حساب أحمد تمار عبارة : "إسم على مسمى مجرد من شي حاجة ! ". وعلقت صاحبة حساب حنان وردان : "إنجازاته في الاغتصاب أكثر من إنجازاته في الفن، لذلك لا يشرفنا أن نقول أنه مغربي، وتحية وتقدير للعدالة الفرنسية". وعلق صاحب صفحة هشام حدجي بالقول: "توحش الحبس"، فيما كتبت صاحبة حساب حنان علالي : "ها علاش لحلال مزيان".
من المؤكد أن القضية الجديدة لسعد لمجرد لازالت بيد القضاء، الذي لم يقل بعد كلمته فيها، لكن من المعلوم أن الحراسة النظرية في عرف الشرطة القضائية والنيابة العامة والقضاء عامة، تأتي بعد الشكايات الموضوعية الكاشفة لضرر مادي أو معنوي أو التلبس بفعل جرمي، تتكون عناصره بأدلة أو مجريات وحقائق يتم التقصي فيها قضائيا قانونيا وعلميا وعرفيا، بإعطاء المتهم حق الدفاع عن نفسه وتنصيب محامي، لإثبات البراءة أو تخفيف الحكم، إذ أن مهنة المحاماة تعمل بمبدأ (المحامي ملزم بالعناية وغير ملزم بالنتيجة)، لكن أن تتكرر نفس التهمة (الاغتصاب) وفي نفس المكان (فندق آخر) وتروج أخبار حول تعاطي المتهم للمخدرات خلال ضبطه وإحضاره للتقديم أمام السلطات المعنية كما في القضية الأولى مع لورا بريول، فهي كلها علامات قد تؤدي بكل من تابع قضيتي الاغتصاب إلى التسليم بصحة الادعاءات، إلى أن يثبت العكس، بحكم أن سعد لمجرد متهم عاد للمحكمة بنفس التهمة ونفس المجريات والتفاصيل، وهو ما يصطلح عليه في القاموس القانوني بالعود، الذي يضاعف العقوبات ويذهب بمآل الملفات إلى التشديد من حيث النطق بالحكم.