الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

حيمري البشير: ظلم الأصدقاء أشد مضاضة من وقع الحسام المهند

حيمري البشير: ظلم الأصدقاء أشد مضاضة من وقع الحسام المهند

كم مرة التقينا وعلى  فكرة توحدنا وناضلنا، محطات عديدة جمعتنا، وجوها كثيرة جالسنا منها من كان يقبل بالحوار معنا ويعترف بصدق نضالنا ومنها من كان يعاكس أفكارنا مثلما تفعل أنت اليوم، كنت إذا استحيت أنت في التصدي لأحد منهم، تشير إلي بطرفي العين، لأنوب عنك في مبارزته وإسكات صوته مقاومته بالفكرة الصائبة وبالحجة الثاقبة، من قال أنك ستغير موقفك  الذي ورثته عن شخص لا يكون إلا رجلا قاوم الإستعمار والإستبداد، وكان يحلم باستمرار أن تكون البديل الذي يتحمل مسؤولية النضال من بعده.

التقينا أكثر من مرة كنت الرجل الذي تحدثت بكلامه ومواقفه المنابر والصحف، لكن لا أدري ماذا حدث لك، كان لك موقفا من المجلس وكنت باستمرار في عراك مع رئيسه وخليفته وكاتبه، لقبتهم بألقاب، وجعلتهم موضع مقالات في الصحف، ماذا حدث لتغير موقفك مائة وتسعون درجة هل تحقق ما كنّا نناضل من أجل تحقيقه لسنوات؟

هل تراجع من يقود سفينة المجلس عن مواقفه واقتنع بصدق النضال الذي كنّا نقوده؟

هل رفع رأيا استشاريا لسدة العالية بالله، لا أعتقد ذلك لأن حملة الإنتقاد للمجلس تقوّت وحركة الإحتجاج، ازدادت وتركبة المجلس تفككت واضمحلت، استقل المناضلون الذين اقتنعوا باستحالة تحقيق انتظارات ولا سقف تطلعات، ولم تعد لا اجتماعات دورية دينية أو ثقافية أو سياسية اللهم إلا حفلات هنا وهناك، مرة بمصطلحات أمازيغية في عاصمة هولندية بميزانية تجاوزت الخمس مائة ألف، لم تسترجع فيها لا ثقافة ولا هوية سوى مصطلح بسيط بقي في التاريخ، مصطلح التويزة الذي كتبت عنه وكان قلمك سيال بسببه بل أصابه الإسهال حتى، بالله عليك ما جدوى أن يقام تكريم للمرأة في كندا أو إقامة حفلة في دبي أو ندوة في مكان آخر، سوى صرف ميزانية والإستمتاع في الأكل والشراب.

أسألك صديقي العزيز، هل أنت مهندس المؤامرة التي ذهب ضحيتها إدريس وبقي إدريس بل ابتعد غير بعيد، بعدما فطن لتربصك به، سكنت الرباط حتى اعتقد العديد من أصدقائك الذين تعودوا الجلوس معك في مقاهي معلومة أنك  تقاعدت في أمستردام ونجحت في الحصول على وظيفة جديدة في الرباط، مقامك في هذه المدينة أقلق الوزير والكاتب العام لمؤسسة اتهمتها بتبذير الأموال والعبث بمصالح العمال بالخارج، لم يسلم من لسانك، سوى الصديق الأمين الذي وعدته بأن يكون حامي الملة والدين ومعسكر المجلس بدون الإدريسين.

أريد منك فقط أن تعطيني تفسيرا لموقفك الجديد، ما الذي تغير بين الأمس واليوم؟ هل تحقق الحلم المشترك الذي كنّا نناضل من أجله، لماذا انقلبت مائة وتسعون درجة وأصبحت تسيء لأصدقاء كنت بالأمس القريب تتقاسم معهم أفكارا وأحلاما، في لحظة نقاش مع صديق جمعتنا به محطات كلمني بالهاتف عندما قرأ إحدى خرجاتك الفايسبوكية، فقال ماذا أصابنا صديقنا المشترك، قلت له  لا تبالي به دعه يعيد مجده الذابل، ربما يسترجع وعيه ويعود مرة أخرى ليكمل المشوار مع مناضلين أحرار.

بالأمس قرأت لك كلاما فصيحا  لكنه نابيا، بعيدا عن الأخلاق التي عهدناها فيك، نزلت لمستوى رديء أسأت لتاريخ مشترك، أسأت لمحطات عديدة جمعتنا تبقى للتاريخ أمستردام أكثر من مرة، الرباط وباريس والصويرة وكلها كانت على حسابنا الخاص وليس على حساب أي كان في الرباط أوفي غير الرباط.

الآن وبعد الذي حصل من كلام يسئ إليك ولتاريخك، تأكد للجميع أنك بعت ما تبقى لك من عفة وشرف وفضلت القطيعة ليس مع الأخلاق الرديئة بل مع قيم النضال النبيل الذي كنّا نسعى بفضله تحقيق آمال وتطلعات مغاربة العالم.