الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

أبو أيمن الفارح: لنجعل من أحداث"اكديم إزيك"محطة لكشف كل فظاعات البوليزاريو والجزائر

أبو أيمن الفارح: لنجعل من أحداث"اكديم إزيك"محطة لكشف كل فظاعات البوليزاريو والجزائر

 لقد عرفت عصابات المرتزقة كيف تستغل التسامح الزائد والامتيازات  التي تحظى بها ساكنة المنطقة من طرف الدولة وخصوصا منهم ، ذوو الأصول الصحراوية ، على كل المستويات ، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا،  لتخلق وضعا حقوقيا منفلتا ينجم عنه في الكثير من الأوقات انفلات أمني  يؤدي ثمنه أفراد القوات العمومية وكذلك أفراد القوات المسلحة الملكية المرابطون  في تلك المناطق ، من أرواحهم  ومن أوضاعهم النفسية والاجتماعية وبشكل عام  تؤدي البلاد ثمنه غاليا ، ماديا ومعنويا وعلى المستوى الخارجي والدولي ، تحول المغرب إلى رهينة بين أيدي بعض الدول والأجهزة والهيآت المناهضة لحقوقه بحيث لا يتورع بعضها في التدخل في شؤوننا الداخلية ومحاولة فرض نوع من الوصاية على التوجه السياسي والحقوقي للبلاد وبالتالي التأثير في مساره التنموي واختياره السياسي من أجل الديمقراطية ودولة الحق والقانون.

يجب استحضار هذه الحقائق والمعطيات في كل محاولة فهم وقائع وأحداث اكديمإزيكالمشئومة وهول الجرائم المرتكبة في حق أفراد القوات العمومية ، من قتل و تنكيل وتمثيل بالجثث بشكل فاق  أبشع صور القتل المرتكبة من قبل أعتى الإرهابيين الدواعش والنازيين. إن فعل التبول على جثث أفراد القوات العمومية ليس فعلا ناتجا عن اندفاع وغضب ، لكنه فعل مقصود ومدروس بهدف توجيه الإهانة ومن أجل التأثير النفسي وضرب معنويات  المواطنين المغاربة وبشكل مباشر القوى الساهرة على حماية أمن واستقرار البلاد. هذه الممارسات والسلوكات المشينة والمتعارضة مع حقوق الإنسان سواء في فترة الحرب والنزاعات المسلحة أو في فترة السلم ، ليست معزولة ومرتبطة بهذا الحدث بعينه ، وإنما هي سلوك وعقيدة يمارسها المرتزقة وأسيادهم الجزائريون كلما أتيحت لهم الفرصة أمام ضحايا عزل أو في مواقف ضعف ، كما حصل مع أقدم أسرى حرب في العالم ، الأسرى المغاربة المدنيين والعسكريين وما عانوه من فظاعات وعذابات إبان سنوات الأسر الطويلة. هل هناك من فظاعة أكبر من الاستمرار في اعتقال أسرى حرب حتى بعد وقف إطلاق النار ، في مخالفة للأعراف والمواثيق الدولية ؟ وربما لا يعرف غالبية المواطنين المغاربة والرأي العام الدولي كذلك كيف كانت عناصر البوليساريو أثناء الهجومات الخاطفة على بعض المواقع المغربية تجهز بشكل وحشي على بعض الأسرى بسواطير أو فؤوس وشواقير أمام أعين رفاقهم وترك الجثث مشوهة في ساحة المعركة لأجل بث الرعب والتأثيرفي النفوس وهي الصور التي لم يكن يتم تداولها بالنظر للغياب التام للصحافة من ساحة العمليات وكذلك تحفظ المسئولين  العسكريين عليها وطمس معالم المعارك و آثارها  لأسباب تتعلق بمستقبلهم المهني في حال انكشاف بعض الأخطاء المهنية وأثناء العمليات ، لأن الجثث تتكلم ، كما يقول الخبراء وكذلك بسبب تقييم  الدولة المغربية للوضع، آنذاك، واعتقادها بأن إطلاع الرأي العام الوطني والدولي على الخسائر من شأنه أن يضعف الجبهة الداخلية وقد يؤثر على المعنويات بشكل سلبي ويضعف الموقف التفاوضي للمغرب .

لقد جعلتنا أحداث اكديم إزيك نتخطى الحاجز السيكولوجي ونعمل على تعرية الواقع وإشراك الرأي العام الوطني في النقاش والتحليل والتعريف بالوضع القائم  وبجسامة المسؤوليات الملقاة على عاتق قواتنا بمختلف وحداتها الأمنية العمومية و القوات المسلحة الملكية والتضحيات التي تقدمها من أجل حماية البلاد وأمنها واستقرارها، كما تم توضيح جملة من المعطيات للرأي العالمي بخصوص وضع حقوق الإنسان في البلاد ، سواء  بخصوص مزاعم الخصوم من هذا الوضع في المناطق الجنوبية أو من  خلال إجراءات محاكمة عصابات الارتزاق والعمالة للأجنبي ، مرتكبي أفعال القتل ومحاولة زعزعة استقرار البلاد.

بغض النظر عن أسباب وأهداف هذه الاستفاقة المتأخرة للدولة المغربية في تناولها ومعالجتها الإعلامية لضحايا عصابات المرتزقة في أحداث اكديم إزيك فهي تؤشر على بداية تحول في استراتيجية التعامل مع هذا النوع من الأحداث ومع القضية ككل ويجب أن نجعل منها جميعا محطة انطلاق من أجل كشف كل مستور .

 

أحد أنصار البوليساريو يتبول على جثة جندي مغربي في أحداث كديم أيزيك