الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد المجيد مومر الزيراوي : سعد الدين العثماني و أعراض الدورة الشهرية ؟! 

عبد المجيد مومر الزيراوي :  سعد الدين العثماني و أعراض الدورة الشهرية ؟!  عبد المجيد مومر الزيراوي
كُلَّمَا حَلَّت ساعة المساءلة الشهرية بالبرلمان المغربي إلاَّ و ظَهَرت على نفسية  السيد رئيس الحكومة أعراض ألام الدورة الشهرية المعروفة لدى النساء ،و التي في الغالب  تنتج قلقاً وضيقاً شديدًا .
و تَنْضَافُ إليها كذلك أثار الضعف والدَّوْخَة التي تظهر على عقل و جسد سعد الدين العثماني ، تمامًا مثلما يَقَعُ عندما ترتفع درجة حرارة الجسم القاعدية عند النساء  قبل الدورة الشهرية  ( درجة حرارة الجسم القاعدية أو الأساسية هي درجة الحرارة التي تقاس عن طريق الفم في الصباح قبل أي نشاط)، ويرتبط إرتفاع حرارة الجسم قبل الدورة الشهرية بما يصطلح عليه علميًّا بالتبويض عند النساء ، إلاَّ أَنَّهُ بعد تشخيص حالة السيد سعد الدين العثماني فيتعلق الأمر بسوداوية منطق "التخلويض ".
و رغم أننا أمام تَشابُه الأعراض المرضية ، فإننا كشباب حداثي شعبي لا ننصح السيد رئيس الحكومة المغربية بإستعمال نفس الأدوية التي تخفف من الألام إلاَّ بعد استشارة الطبيب المختص في هذا المجال.
و لَعَلَّ أَفْجَع مظاهر الدَّوْخَة التي يعاني منها سعد الدين العثماني يتجسد في تصريحه داخل قبة البرلمان أن الحديث عن أزمة اقتصادية خانقة بالنسبة للمغرب هو : " منكر خارج المعقول والمنطق ". بل نجد بأن هرمونات منطق "التخلويض" تَجْعَلُه يُشَدِّد التأكيد على أن ذلك – أي مظاهر الأزمة -  لم يقل بها أحد أو أي تقرير سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي.
و حتى لا يضيف سعد الدين العثماني إلى مَنْطِقِه القَدْحِي الجاهز تهمة الإستعانة بالأجنبي ،  سَيَكْفِينا أن نستشهد بتقارير المندوبية السامية للتخطيط و تصريحات مندوبها السامي ، السيد أحمد لحليمي العلمي، الذي عَبَّرَ عن إحباطه إزاء النتائج المُسَجَّلَة، و عن تشاؤمِه بخصوص توقعات سنة 2019، وذلك في عرض قدمه خلال ندوة صحفية خُصِّصَت لتحليل الوضعية الاقتصادية الوطنية لسنة 2018 وآفاق تطورها خلال سنة 2019 .
وقال المندوب السامي للتخطيط أنه من المتوقع أن يشهد اقتصاد البلاد تَبَاطُؤًا في العام المقبل، إذ يرتقب تسجيل معدل نمو لن يتجاوز %2.9، في حين ستتوقف هذه النسبة السنة الجارية في  %3.1، بعدما كانت النسب المسجلة العام الماضي لسنة 2017 في حدود %4.1 .
و نحن نَتَحَدَّى رئيس الحكومة المغربية -و معه مجموع خبرائه- أن يَدُلَّنَا على نموذج حكومي واحد في العالم بِرُمَّتِه يستطيع أن يُخَفِّض نسبة البطالة لدى الشباب و أن يُحَقِّق قفزة تنموية بمثل هذه المعدلات من النمو ، لأن الحقيقة الناصعة البياض تفيد بأننا ملزمون بالوصول إلى نسبة 6.5% كحد أدنى قادر على انتشال الإقتصاد المغربي من دَوَّامة الأزمة المستمرة، و كذلك ضرورة عقلنة و ترشيد استثمار أموال قروض الإستدانة الدولية.
و لأن حكمة المثل المغربي الشعبي تنير لنا الطريق من خلال التنبيه المنطقي إلى أن: " الشِّيخَة مَا تَنْسَى هَزَّانْ الَكْتَافْ " . فَنَحْنُ -كشباب حداثي شعبي- نُحَذِّر من أخطر ما ورد على لسان فقيه مرجعية حركة " التوحيد و الإصلاح " الذي لم ينسى " هَزّانْ الشّْفَايِفْ"  باللجوء المعهود إلى إستعمال مفهوم بدلالة دينية و هو  المنكر، في وصف القائلين بأن الشعب يعيش على وقع أزمة إقتصادية و مالية خانقة . و حيث أن تعريف المنكر -الذي هو ضد المعروف- ينطلق معناه الفقهي من قصره على الكفر و الشرك  إلى جعله شاملاً لمحرمات الشرع . و بالتالي فالسؤال المطروح على سعد الدين العثماني زعيم الحزب المُؤَدْلِج للإسلام ينطلق مما يلي : هل تعتبرون انتقاد البرنامج الحكومي الفاشل مظهرا  من مظاهر الكفر و الشرك البواح ؟! أم أن مناقشة التدابير و الإجراءات العقيمة التي تباشرونها بصفتكم الدنيوية يدخل في باب المحرمات الدينية ؟! .
عذرا السيد رئيس الحكومة المغربية؛ إننا كشباب حداثي شعبي نُحَذِّر من هذا الاستغلال الدنيىء لمفاهيم فقهية و الذي يجعلنا أمام تحريض علني من داخل قبة المؤسسة التشريعية على سفك دماء ولاد الشعب الذين لا يطالبون الجهاز الحكومي إلا بالعمل الدستوري العقلاني الصادق قصد توفير فرص عمل و فرص استشفاء و فرص تعليم لملايين الشباب المغربي .
فهل هذا مُنْكَرٌ ديني يا مُنْكِرَ معاناة ولاد الشعب و مأساتهم الدنيوية  ؟!