Thursday 4 September 2025
مجتمع

أولياء نزلاء السجون: أنقذوا أبناءنا من "البلية"، والماحي يرد "سجوننا ليست مدنا فاضلة"

 
 
أولياء نزلاء السجون: أنقذوا أبناءنا من "البلية"، والماحي يرد "سجوننا ليست مدنا فاضلة"

"اعتقوا اوليداتنا راه كايضيعو"، كانت صرخة أم مكلومة، خلال المناقشات العامة لفعاليات الملتقى الوطني الأول للتأهيل والإبداع، الذي تنظمه المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بإصلاحية عين السبع بالدار البيضاء.. كل الكلمات الرسمية التي تناوب على إلقائها المندوب العام للسجون ومنسق مؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج والأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لم تخرج عن الإشادة بالتطور الحقوقي والرعاية اللاحقة للنزلاء والسجناء وإدماجهم في الحياة العامة.. لكن بمجرد ما بدأ النقاش العمومي، برز الوجه الخفي لواقع السجون، شهادات من آباء وأمهات أطلقوا اسم "الجحيم" على السجون. ومع كل مداخلة لنزيل أو ولي أمره أو قريبه، كانت تصفيقات التأييد من وسط القاعة.. استحمام بالماء البارد في عز فصل الشتاء، رواج واستهلاك للمخدرات بمختلف أصنافها أو ما يعرف بـ "البلية"، شذوذ جنسي، قلة نظافة، انتقام من بعض النزلاء، ضرب وصفع للمخالفين للنظم المعمول بها، وعدم وجود نظام دراسي يراعي شهادات النزلاء، وانتشار الأمراض المعدية، وشطط في استعمال السلطة..

ومع كل وصف بدا عز الدين الماحي، المنسق العام، لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، حرجا أمام توالي هذه الشهادات، والتي لم تستطع شهادات بعض فعاليات المجتمع المدني المؤيدة لسياسة مندوبية السجون تلطيفها، إلى حد أن قريبة أحد النزلاء، أخفت وجهها عند إعطائها الكلمة، متحدثة عن وضعية قريبها النزيل، الذي لم يكن يتعاطى المخدرات، لكن بعد ذلك أصبح مدمنا عليها بفعل الرفقة السيئة..

الماحي عند رده على مداخلات النزلاء وأقربائهم، شدد على أن واقع الحال في السجون كغيره خارج الأسوار فيه الصالح والطالح، وبأن المندوبية ومؤسسة إعادة الإدماج تبذلان جهودا كبيرة من أجل تحسين الأوضاع رغم قلة الإمكانيات، وبأن يدا واحدة لا تصفق، فهناك دور الآباء في تحصين أبنائهم من الانحراف، وإلا كيف نحكم على تلك الأمهات اللواتي يتم ضبطهن وهن يدخلن المخدرات سرا خلال زيارة أبنائهن، يتساءل الماحي.. وأضاف قائلا: واقع السجون تغير بشكل كبير عما كان في السابق، وهذا في صلب الاهتمام الملكي بالدرجة الأولى، وعلى باقي المصالح الوزارية أن تكون لها تمثيلية داخل السجون من الصحة إلى التعليم إلى الشباب والرياضة إلى الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى الثقافة، دون أن ننسى أن المقاربة السجنية ينبغي إعادة النظر فيها وابتكار وسائل للعقاب والزجر، وليس بالضرورة الوضع في السجون بما هي مكتظة أصلا.. "فسجوننا ليست مدنا فاضلة، ومن يشتغلون فيها ليسوا كباقي الموظفين، بل يهتمون بفئة خاصة تعاني اختلالات سلوكية، ومع ذلك فلا أحد فوق القانون، وكل تبليغ عن شطط في استعمال السلطة، يؤخذ بالجدية اللازمة، ولن نسمح بامتهان كرامة أي نزيل، كما لن نسمح بإشاعة مغالطات حول واقع السجون من أي جهة كانت"، يقول الماحي..

وتستمر فعاليات هذا  الملتقى الوطني الأول للتأهيل والإبداع المنظم بإصلاحية عين السبع حتى يوم غد الخميس فاتح دجنبر، ويستهدف 700 نزيل من مختلف الإصلاحيات، موزعين على محاضرات وورشات وأنشطة رياضية وثقافية..