منذ زمن بعيد...وسياسة النظام تتجه نحو ضرب كل مقومات المدرسة العمومية...عبر نسفها من الداخل... بتدمير أساسيات الجودة فيها...واعلان الحرب على أطرها ووظائفها في الترقي المعرفي والاجتماعي...ومراكمة الخيبات من تجارب اصلاحية فاشلة....
اليوم..وصل هذا النظام الى الاقتناع الواضح بأن الفرصة أصبحت سانحة لاحداث النقلة النوعية ...في اتجاه التصفية الحاسمة لأكثر القطاعات صمودا في وجه التمييع والتسليع....
أصبحت الفرصة سانحة مع وجود دمى سياسية على رأس أحزاب سياسية منخورة....ومع تربع أغبى تلميذ لدوائر التحكم الدولي الحقيقي(خاصة صندوق النقد) على رأس حكومة طيعة...ومع اغراق المدرسين في مستنقعات الهموم الخبزية...هم الذين ظلوا يشكلون رأس حربة في الكفاح ضد قمع الحريات والسياسات اللاشعبية (انتفاضة 1965 كنموذج)....اضافة الى تهيئ الساحة بتسفيه العمل النقابي ...وتثبيت مؤسسة دستورية فاقدة لأية شرعية شعبية أو ديمقراطية...باعتبار المجلس الأعلى للتربية والتكوين مجرد بؤرة اضافية لبؤر الريع والرشوة السياسية...
بالأمس القريب تجرأ عراب الحكرة وأعوانه على اصدار قانون التشغيل في القطاع بالعقدة...واليوم ينجح في احراز توقيع مجلس العار بالموافقة على ضرب مجانية التعليم.... كخطوة أخرى في السعي الى انهاك المواطن بأداء فواتير الفساد والنهب....
كثيرة هي الأمور التي لم تعد تحتمل...لكن أمر التربية والتكوين هو القشة التي يفترض أن تقصم ظهر البعير...لأنه مرتبط بمستقبل البلد أولا...وجيوب المواطنين ثانيا..ولأنه لا يمكن ل"رباعة " المنبطحين المعينين أن يقرروا في مصيره بهذه الصورة المفجعة.... آن أوان الاصطفاف الحقيقي...بين من هم مع خيارت الشعب ومكتسباته...بالانسحاب فورا من المجلس الأعلى ...كمقدمة لخطوات تصعيدية ضد القهر والعهر السياسيين...وبين من هم مع استمرار الرهان على مؤسسات مخدومة ومغشوشة...حفاظا على الامتيازات والتعويضات والوجاهة الزائفة....
رجاء لا تستمروا في خداعنا....عبدالحميد عقار – نورالدين أفاية....نور الدين الصايل...لطيفة الجبابدي...وآخرون...اذا وقعتم على القرار وقعتم في قرار... وكل قرار ونحن أقرب الى الكفر بما اعتقدناه وآمنا به معكم...