الجمعة 17 مايو 2024
سياسة

في انتظار "بيصارة" الحكومة.. بنكيران يعيش في "غيبوبة" داخل "قوقعته" بحي الليمون!!

 
 
في انتظار "بيصارة" الحكومة.. بنكيران يعيش في "غيبوبة" داخل "قوقعته" بحي الليمون!!

هكذا وعلى حين غرة تحول عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة "الورقي"، إلى ناسك ومتعبد بـ "غار" حي الليمون في انتظار نزول "الوحي" ونهاية ما يسميه أتباعه بـ "البلوكاج". بنكيران المعتصم بكهفه والصائم عن الكلام قرر أن يحرق نفسه مثل ناسك بوذي إذا لم يتلق "البشارة" بإعلان الحكومة ويشرب "البيصارة".

بنكيران الذي أصبح لا يتصرف كزعيم حزب ورئيس حكومة سابق ورئيس حكومة محتمل (لا قدر الله)، يعيش حياة "حلزونية"، لا يكاد يخرج حتى قرنيه. أحداث كبرى، وعواصف سياسية، وكوارث طبيعية، هنا في المغرب مرت على مرمى عينيه، وهو "مفراسوش"، في انتظار "بشارة" السماء، و"الحلم" بكرسي رئيس الحكومة.

"إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا".. هكذا اختار أن يكون بنكيران وأن يحتسب نفسه من "الصائمين" و"الأولياء" و"الصالحين"، وبدونه لا تستقيم الحكومة المغربية، لأنه "المختار" من "حفنة" من الشعب. لكن الذي عجز عن تشكيل "مجرد" حكومة لا تهشّ ولا تنشّ "الذبّان" كيف يمكن أن يغير أحوال وطن له جذور في التاريخ، وقرون من الصفحات الخالدة؟!

المغرب اليوم يسير بلا عجلات الحكومة منذ 7 أكتوبر، ومع ذلك يتناسل المغاربة وتستمر الحياة، وتدبّ الحياة في مؤسسات الدولة، وتعقد المؤتمرات، وتوقع الاتفاقات، وتنطق أحكام قصور العدالة باسم الملك. حتى البرلمان الذي أصبح "متحفا" أثريا يلتقط معه المغاربة صور "السيلفي" أمام نافورته وحديقته بشارع محمد الخامس أصبح صالحا لشيء ما.

بنكيران الذي لا يكاد يغادر "قوقعته" بحي الليمون إلا في استقبال ووداع الملك، أصبح "نسيا" "منسيّا"، حتى "الحفنة" القليلة التي صوتت عليه ومن يسميها "الشعب" نكاية في السواد الأعظم من المغاربة المقاطعين لصناديق الاقتراع، لم يعد يتذكرون لا بنكيران ولا حزبه، وغير معنيين مطلقا بشيء اسمه "الحكومة"، لأن هناك "عرشا" يتحرك، و"ملكا" يحكم ويسود. وهنا وجه التناقض ورسالة "مشفّرة" لدعاة "الملكية البرلمانية"، الحكومة التي ينتظر منها المغاربة أن تكون بسرعة الصاروخ ولها من الصلاحيات ما يوازي صلاحيات الملك، تدبّ بسرعة السلحفاة، ولا تملك مصيرها بيدها، بل بيد صندوق النقد الدولي. لا ترهف السمع لأوجاع الشعب، بل لإملاءات "خارجية".

"بنكيران ارتاح ارتاح.. الشعب سيواصل الكفاح".. والملك سينوب عنك في تشكيل الحكومة، لأن الوطن لا يمكن أن يصبر أكثر على مزاج زعيم مازال يعيش في "غيبوبة" دستورية. أحيانا الدستور لا يمكن أن يجعلك رئيسا للحكومة عنوة وضد إرادة المغاربة المرتابين من رئيس حكومة يحكمهم بـ "النزوات" لا حسب مقتضيات الدستور الذي يعيش الآن وغدا تحت ظله.

المغاربة يرفضون رئيسا للحكومة يتعامل مع الدستور ومقرراته بمنطق "الغزوة" و"الغنيمة".

المغاربة الذين لا يشفقون على بنكيران يشفقون ويخافون أكثر على مستقبل المغرب وما ينتظره من تحديات.

المغاربة اكتفوا من بنكيران حتى الثمالة.. ومزيدا من بنكيران وأمثاله يعني مزيدا من الاحتقان الشعبي والثورات والانتفاضات في الشارع.

أي "عرّافة" و"قارئة لفنجان" الحكومة المقبلة لا يمكن أن تتنبأ إلا بالدمار والخراب لمستقبل المغرب مع عبد الإله بنكيران ورهطه وعشيرته!!