الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو:كرة القدم في الصحراء المغربية

عبد اللطيف جبرو:كرة القدم في الصحراء المغربية

ترأس الأمير مولاي رشيد مباراة نهاية كأس العرش التي جرت يوم عيد الاستقلال في المركب الرياضي الشيخ محمد الأغضف بمدينة العيون، وهي مباراة تقابل فيها فرق المغرب الفاسي مع نادي أولمبيك آسفي وانتهت بفوز الفاسيين للمرة الرابعة بالكأس وهذه المرة أمام جمهور غفير قدر ب45 ألف متفرج.
قبل المسيرة الخضراء في نونبر 1975 وحتى بعدها بسنوات، من كان يتخيل أن بالإمكان تنظيم مباراة في كرة القدم بمدينة العيون تحضرها كل هذه الجماهير في ملعب جميل كالمركب الرياضي الشيخ محمد الأغضف؟
المستوى الذي عرفته أجواء هذا اللقاء الرياضي وكذا أطوار المقابلة، كل ذلك يؤكد مدى أهمية التغييرات التي عرفتها الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية منذ تحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني وعودتها إلى مغربها وعودة المغرب إلى صحرائه.
مقابلة نهاية كأس العرش جرت على امتداد فترة زمنية استغرقت 120 دقيقة، لأن الفريقين تعادلا بإصابة لمثلها في الوقت القانوني، مما تطلب اللجوء إلى شوطين إضافيين وبذلك استمر اللعب ستين دقيقة الأولى نهارا وستين دقيقة بعد غروب الشمس.
ولم يشعر أحد بالفرق بين النهار وبين الليل في ملعب الشيخ محمد الأغضف لأن هذا المركب الرياضي تم تجهيزه بمصابيح تغطي ميدان اللعب بالأضواء الكاشفة كما هو الحال في الملاعب الرياضية الكبرى الأخرى في كبريات المدن المغربية.
والأضواء الكاشفة ليست هي الوحيدة التي يتميز بها ملعب مدينة العيون، بل هناك الأرضية التي يغطيها عشب أخضر في منطقة كانت فيما مضى أرضا قاحلة كما أن العناية بالمركب الرياضي اتجهت إلى توفير مقاعد مريحة للجمهور، علاوة على إحاطة الملعب بإنارة إلكترونية لعلامات إشهارية تتغير من حين لآخر بحسب نوعية المؤسسات التي تتعاقد مع المركب الرياضي لتقديم وصلات إشهارية على امتداد مجريات المقابلات.
الإنجاز الكبير الذي يتمثل في توفر مدينة العيون على معلمة رياضية بهذا المستوى ما هو إلا صورة على منجزات كثيرة أخرى عرفتها الأقاليم الجنوبية بعد تحريرها واسترجاعها من اسبانيا منذ 41 سنة، حيث أن هناك العديد من المنجزات التي تهم شبكة الطرق والتجهيزات الكهربائية والماء الصالح للشرب والبنية التحتية على ضفاف شواطئ المحيط الأطلسي ومطار العيون ومطار الداخلة والعديد من المناطق القاحلة التي تحولت إلى ضيعات فلاحية وأراضي لتربية الماشية علاوة على المستشفيات والمدارس أي المتطلبات التي عملت على رفع مستوى جودة الحياة في الصحراء المغربية.
فإلى جانب الجماهير من سكان العيون وغيرها من مدن الصحراء ممن حضروا مقابلة نهاية كأس العرش في المركب الرياضي الشيخ محمد الأغضف كان هناك آلاف الفاسيين أنصار الماص وآلاف آخرين من أنصار نادي أولمبيك آسفي والذين أتيحت لهم الفرصة ليعاينوا ما آلت إليه اليوم جودة الحياة في الصحراء المغربية مما يدعو إلى الفخر والاعتزاز بالخطوات الجبارة الهادفة إلى دعم الوحدة الترابية للمملكة الترابية.
ومع كل هذا يحلو لبعض خصوم المغرب أن يتحدثوا عن الوضع في الصحراء من خلال حملات المغالطة والتضليل كالكلام عن نهب خيرات الصحراء المغربية، بدلا من الكلام عن استثمار خيرات الصحراء المادية واستثمار الطاقات البشرية لبناء مجتمع جديد وكيان صحراوي مرتبط بالمغرب يسير بخطى تابثة نحو التقدم والازدهار كما يشهد على ذلك واقع الحياة في الصحراء المغربية.