أغلبية الأوجه المحتمل أن تتقلد مقاليد السلطة في الحكومة الأمريكية القادمة أناس متشددون من حيث القناعات الإديولوجية وسوابقهم في التجربة السياسية لا توحي بالخير، من "استيف بانون"، صاحب الموقع "الإخباري" المتطرف breitbart news، الذي بالكاد يخفي علاقاته مع اليمين العنصري الاستعلائي النازي، والذي عرف بتنمية ثقافة نظريات المؤأمرة، و"فرانك كافني" الذي عرف منذ الانتفاضة الثانية بالخلط المتعمد والممنهج بين المسلمين والتطرف حتي أصبحت المغالطة "مين سيتريم"، أي هي المعروفة عند العامة وأكثر تداولا في الصحافة.
"جون بولتن" متطرف آخر من أقصى اليمين عرف من المطبلين للحروب وناقدي نظام الأمم المتحدة وكل ما لا يخضع للهيمنة الأمريكية المطلقة. "جولياني" كان عمدة نيويورك سابقا يبدو وكأنه معتدلا رغم أنه جمهوري محافظ غير معروف بالليونة ولا الاعتدال. "بينس" أي مساعد الرئيس رجل من اليمين المسيحي المتطرف الذي يحب إسرائيل حبا جنونيا من باب عقائدي ومتزمت لها لأنها أرض الميعاد وهي بلد لقاء شعب الله المختار قبل مجيء المسيح الثاني.
كلهم صهاينة متطرفون، كلهم مؤمنون بالليبرالية المتوحشة والرأسمالية المطلقة، كلهم لا يفهمون إلا منطق القوة المفرطة. لا أحد منهم يهمه الانحباس الحراري ولا التحديات الوجدانية للإنسانية، عنصريون حتى النخاع، مؤمنون بتفوق حضارة الرجل الأبيض واستعلائه على البشرية.
أناس غير عقلانيين البتة وغير مثقفين وغير مهتمين بمعرفة الحضارات والثقافات الاخرى ولديهم المال والعتاد.