هؤلاء الذين تذكروا فجأة أن أسعار المحروقات قد ارتفعت في الحقيقة وأغلبهم من حزب رئيس الحكومة؛ و قد وصلوا إلى الدعوة لمقاطعة شراء المحروقات يوم غد؛ هم نفسهم من طبلوا و زمروا لتحرير المحروقات في إطار عملية تصفية صندوق المقاصة؛ و لم يحتجوا آنذاك على هذا التحرير؛ بل وصفوا كل منتقد لهذه العملية بأنه منتمي لجوقة " التحكم"...
اليوم هم أنفسهم من اصطفوا مع ما كانوا يسمونه بالتحكم؛ تحكم الأمس و ينددون بهذا الارتفاع؛ الذي هو نتيجة طبيعية لعاملين أولهم عملية التحرير ثانيها افلاس لاسامير...في كلتا الحالتين الحكومة هي المسؤولة و ليس جهة أخرى؛ لأنها تعاملت بمنطق "الإصلاح " على حساب جيوب المواطنين و هو نفس المنطق الذي ستتبعه غذا مع باقي المواد الأساسية من سكر؛بوطا....
التوجه اليوم من قبل الفرسان الذي اتهموا امس كل معارض للشكل الذي يتم به اغتيال دور الدولة في الحفاظ على التوازن الاجتماعي من خلال ضرب صندوق المقاصة؛ بمقاومته للإصلاح...الى استهداف عملية ارتفاع المحروقات ليس لسواد عيوننا نحن المواطنين البؤساء؛ بل لحساب سياسي ضيق؛ هو الضغط على أخنوش من أجل تقديم تنازلات لابن كيران في المشاورات الحكومية؛ و اليوم الذي ستتشكل فيه الحكومة مع أخنوش سيختفي الفرسان و سيبحثون عن ضحية أخرى؛ و سنستمر نحن في شراء المحروقات ب 10دراهم و أكثر و هم سيبررون ذلك بصعود ترامب؛ و الموازنة؛ و الأرامل؛ و الاحتياطي العالمي من المحروقات...سيعودون لنفس الاسطوانة المشروخة التي اسمعونا إياها أيام تحرير المحروقات و رفع الدعم عنها.
في بعض اللحظات يجب ألا نصمت و نحن نرى من يستعملنا كحاملي حطب و وقود في حربه السياسية؛ حتى لو كلفنا ذلك هجوم الفرسان و الشجعان....