الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

خالد الكيراوي : لا يمكن أن نسمح بتقديم الفلاح كواجهة لصد القرار الشعبي المتمثل في المقاطعة

خالد الكيراوي : لا يمكن أن نسمح بتقديم الفلاح كواجهة لصد القرار الشعبي المتمثل في المقاطعة خالد الكيراوي
يعيش القطاع الفلاحي، وخاصة الفلاح الصغير؛ وضعية صعبة تفاقمت في الأيام الأخيرة مع حملة المقاطعة التي عبر عن تضرره منها في عدة وقفات احتجاجية، بعدما مسته المقاطعة في قوته اليومي.
"أنفاس بريس" ناقشت الموضوع، مع خالد الكيراوي، رئيس الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية، بجهة الدار البيضاء سطات عبر الحوار التالي:
+تسعى الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية إلى تأسيس اتحاد لتعاونيات لانتاج وتسويق، وتثمين الحليب على مستوى جهة الدار البيضاء سطات، فكيف تزاوجون بين الإطار الجمعوي والإطار التعاوني، علما أن كل اطار تنظمه مرجعية قانونية خاصة ؟
++يدخل تأسيس إتحاد لتعاونيات لإنتاج وتسويق وتثمين الحليب في صلب أهداف واهتمامات الجمعية التي تسعى إلى تحسين وضعية الفلاح الصغير من خلال تحسين وسائل إنتاجه وتثمين منتوجه بالشكل الذي يضمن له العيش الكريم.
ولا تخفي الجمعية أن الإتحاد يأتي أيضا في سياق استثنائي بفعل المشاكل الأخيرة التي يعيشها قطاع الحليب وبفعل الوضعية المقلقة التي يعيشها منتجو الحليب خاصة الصغار منهم جراء الممارسات الإحتكارية التي فرضتها الشركات المصنعة على التعاونيات المنتجة في السنوات الأخيرة.
+تأسيس اتحاد "امدا" يأتي في سياق يتسم بأزمة المقاطعة التي يعاني منها الفلاح المنتج للحليب خاصة، والذي عبر عبر وقفات احتجاجية عن معاناته منها، فكيف يمكن حماية الفلاح وضمان قوته اليومي، وفي نفس الوقت حمايته من احتكار، وضغط بعض الشركات؟
++في البداية، لابد من إعادة التذكير بموقف الجمعية من موضوع المقاطعة التي نعتبرها قرارا شعبيا يخص المستهلك لمادة الحليب، وبالتالي لا يمكن أن نسمح بتقديم الفلاح كواجهة لصد لهذا القرار الشعبي لأن مشكل الفلاح هو مع الشركات وليس مع المستهلك والعلاقة التعاقدية الخاصة بتجميع الحليب تهم طرفين لا ثالث المنتج والمصنع، لهذا أرى أن محاولة الزج بالفلاح في صراع وهمي مع المستهلك لن يجدي نفعا، وعلى الشركة ومعها الحكومة تحمل المسؤولية في معالجة الأسباب الحقيقية للمشكل بذلا من البحث عن فتح جبهات مجانية.
وعليه فقرار تأسيس إتحاد لتعاونيات إنتاج وتسويق وتثمين الحليب اتخذ قبل المقاطعة، حيث انطلق التحضير مباشرة بعد اللقاء الدراسي الذي نظمته الجمعية بتاريخ 27 يناير 2018 بشراكة مع المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الدار البيضاء سطات.
+ألا ترون أن الأزمة التي يعاني منها الفلاح اليوم، مست حتى سوق الحبوب، وذلك بسبب استيراد بعض الشركات للحبوب والتدابير الجمركية المساعدة لهذه الشركات؟
++بالفعل يعيش قطاع الحبوب بدوره أزمة تسويق حقيقية، بفعل المنظومة الفاشلة التي كرست لهيمنة لوبي حقيقي أصبح يتحكم في القطاع من كل الجوانب، وضرب في العمق المنتوج الوطني الذي يجد صعوبة بالغة في التسويق بفعل المنافسة غير الشريفة للمنتوج الأجنبي الذي أغرق السوق الوطني في ظل غياب إجراءات جمركية حمائية، وعدم احترام السعر المرجعي الذي تحدده الحكومة، مما يفرض على المنتج الوطني واقعا ظالما ومنافسة غير متكافئة..
يجب على الدولة مراجعة المنظومة الحالية قبل فوات الاوان لأن الأمر يتعلق بمادة حيوية من مواد الأمن الغذائي الوطني، واستمرار الأمر على ما هو عليه الآن يهدد القطاع ويجعلنا رهينة للسوق الأجنبي وتقلباته الدائمة.
+من المجالات التي حظيت باهتمام هام في برنامج المغرب الأخضر، هو "الصبار "كمنتوج مجالي واعد لكنه أصبح مهددا من طرف الحشرة القرمزية، في العديد من المناطق بدكالة والشاوية، فماذا اتخذت الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية من تدابير لدى الجهات الوصية لمحاربة هذه الآفة الضارة بالفلاش و بالاقتصاد الفلاحي؟
++منذ تفشي هذه الحشرة القرمزية بهذا المنتوح المجالي الصبار جعلت الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية بجهة الدار البيضاء سطات، نفسها كجزء من الحل من خلال مساهمة فروعها المحلية في المطالبة بالتدخل العاجل لمعالجة آثار هذه الآفة، وشكلت الاتفاقيات التي وقعتها عدد من فروع الجمعية مع مصالح وزارة الفلاحة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمكتب الوطني للإستشارة الفلاحية أرضية صلبة للتدخل الميداني عبر حملات مشتركة بالمناطق المتضررة، في إطار برنامج مشترك يهم رش للدواء أو القلع.
وأرى ان تدخل الجمعية كان ميدانيا بشهادة الشركاء والمسؤولين في الوقت الذي اكتفت فيه بعض الجهات التمثيلية ب" أضعف الإيمان" عبر توجيه الرسائل.
وتحمل الجمعية على عاتقها الترافع من أجل مشروع إعادة الاعتبار لهذا المنتوج الذي يشكل مصدرا مهما للدخل بالنسبة للفلاحين الصغار من خلال مراسلة الجهات المختصة بضرورة العمل على إعادة زرع هذه المادة بمقومات علمية جديدة تواجه كل الآفات المحتملة، وتعيد للفلاح الصغير المتضرر مصدرا رئيسيا من مصادر عيشه اليومي