الاثنين 16 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

عبد الله العماري: الفاعل الإسلامي الأكبر في المجتمع المغربي هو النظام السياسي

عبد الله العماري: الفاعل الإسلامي الأكبر في المجتمع المغربي هو النظام السياسي

المجتمع المغربي هو الأكثر تدينا في خارطة المجتمعات العربية والإسلامية، والشعب المغربي هو الأكثر نسبة في حفظ القرآن الكريم كاملا و عن ظهر قلب بين الشعوب الإسلامية، في قبائله الأمازيغية أكثر من قبائله المتعربة، وهو الأكثر حفاظا على صيام شهر رمضان بما يقارب الـ 100٪. وفي صلوات الأعياد والجمع حدث عن الطوفان البشري ولا حرج.
والنظام السياسي المغربي هو نظام إمارة المؤمنين، بالنسب النبوي العلوي الشريف، وبالملكية الدستورية، التي دين الدولة فيها هو الإسلام.
والمغرب هو البلد العربي والإسلامي الوحيد في عالم اليوم الذي حافظ على رمزية الدولة الدينية، وعلى شكلية دولة الخلافة، ونظام أمير المومنين، الذي يجد امتداداته التاريخية في تقاليد الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية في الجانب الأسمي والرمزي، وفي التراث السياسي السلطاني.
ومن ثم فالفاعل الإسلامي الأكبر في المجتمع المغربي هو النظام السياسي في البلاد، الذي يؤطر الشعب دينيا بإيديولوجية الدولة، وبالدعاية الدينية الرسمية في وسائل الإعلام، وبالمراسيم الدينية الاحتفالية اليومية في البلاد، وبالتوجيه الديني اليومي للمجالس العلمية في المساجد، إذ المملكة المغربية هي بلد المليون مسجد، ففي مطلع شمس كل يوم، يوضع في تراب المملكة الحجر الأساس لبناء مسجد جديد، والمغرب هو البلد الوحيد في العالم الذي يطوف فيه رئيس الدولة وهو ملك البلاد، على مساجد المملكة لحضور الصلاة الجمعة ، ويتابع الشعب في كل جمعة مراسيم صلاة أمير المؤمنين.
وحزب العدالة والتنمية هو المستفيد الأوحد من بين كل الأحزاب السياسية في البلاد، من ثراء هذه الحركية الدينية للنظام السياسي المغربي، بما يحصده منها من تعاطف شعبي، وبما يغنمه من خلالها من أصوات انتخابية، بشكل يظهر فيه جليا أن نهر نظام أمير المؤمنين لا يصب إلا في مصب حزب العدالة والتنمية، الحزب الذي ترابط فيه شبكاته التنظيمية بمساجد المملكة أكثر مما ترابط فيه بمقرات الحزب .