الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

هل يحق لمنظمة التجديد الطلابي وحركة التوحيد الاستفادة من العرض الوطني لمخيم الأطفال؟.

هل يحق لمنظمة التجديد الطلابي وحركة التوحيد الاستفادة من العرض الوطني لمخيم الأطفال؟. قمار ، يتوسط، بن سعيد ، المكسي ( يسارا)

كشفت لوائح وزارة الشباب والرياضة- التي تتوفر جريدة " أنفاس بريس" على نسخ منها- على منح حق الاستفادة من العرض الوطني لمخيمات الأطفال برسم موسم 2018 لحركة التوحيد والإصلاح الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، بالإضافة لهيئة التجديد الطلابي لفصيل نفس الحزب السياسي.

هذه القضية أثارت موجة وزوبعة من الأسئلة المقلقة داخل المجتمع المدنيووسط فعاليات حقل الجمعيات المهتمة بعملية التخييم رغم الاعتراض عليهما داخل اللجنة المشتركة.

من بين هذه الأسئلة مثلا هل الدراع الدعوي لحركة التوحيد والإصلاح المتورط في فضائح جنسية على مستوى قياداته وأطره، وعلاقاته المشبوهة مع تنظيم الإخوان المسلمين عالميا، ما زال يحظى بسمعة طيبة وتتق فيه الأسر المغربية التي ترغب في استفادة ابنائها من عملية التخييم؟ وهل هيئة ومنظمة التجديد الطلابي فصيل حزب العدالة والتنمية من حقه الاستفادة من العرض الوطني لمخيمات الأطفال؟ وهل انخراط الحركة والمنظمة في تأطير الأطفال لا يشكل أي خطر علىالطفولة المغربية؟ وما هي القيمة المضافة التي سيقدمونها لمخيمات الأطفال؟

           ـ المكسي : نحن اعترضنا داخل اللجنة المشتركة ضد استفادة الحركة الدعوية والمنظمة الطلابية:

في هذا السياق قال الفاعل الجمعوي الأستاذ المكسي لجريدة " أنفاس بريس" بصفته عضوا في اللجنة المشتركة التي تقرر في هذا الشأن بأن الجمعيات التقدمية كانت دائما " تعترض ومازالت تعترض على منح حق الاستفادة من عرض وزارة الشباب والرياضة بالنسبة لعملية التخييم لبعض الجهات التي تستعمل الدين كواجهة في عملها الجمعوي والدعوي " وأضاف في تصريحه " موقفي شخصيا كان ضد الاستفادة". وأوضح الفاعل الجمعوي المكسي بأن الغريب الأمر هو " منح حق الاستفادة كذلك لهيئة التجديد الطلابي لفصيل العدالة والتنمية رغم أن الهيئة ليس لها الحق في العرض الوطني للتخييم على اعتبار أنها منظمة طلابية تعنى بشؤون الطلبة وليست جمعية مختصة بالأطفال لتستفيد من مخيمات الأطفال". واستغرب في هذا الشأن قائلا " نحن نتحدث عن عرض مخيمات للأطفال وللهيئات التي تشتغل مع الأطفال وليس للطلبة". وأردف موضحا بأن " وزير الشاب والرياضة كان واضحا في موقفه إزاء هذه القضية، وله موقف متميز بخصوص من يستفيد من العرض الوطني للتخييم مقارنة مه الوزراء السابقين ..لكن لم أعرف كيف تم تتبيث اسم حركة التوحيد والاصلاح وهيئة التجديد الطلابي. مع العلم أننا سجلنا اعترضنا في اللجنة المشتركة".

               ـ بن سعيد الركيبي : لا ينبغي أن تتحول مخيماتنا لزوايا للتطرف والتعصب والشحن.

قال الركيبي بصفته فاعلا جمعويا يهتم بمجال التأطير أنه "مادامت حركة التوحيد والاصلاح ستمثل للأنظمة والقوانين والبرامج الخاصة بالمخيمات وتأطير الأطفال فلا أرى حرجا في استفادتها من العرض الوطني للتخييم". وأضاف في حديثه مع الجريدة مؤكدا أنه "إذا زاغت حركة التوحيد والإصلاح عن سياق التنظيمات والقوانين ولم يمتثل أطرها للتوجيهات الخاصة بالتخييم فذلك يسمح للوزارة والجهات الوصية بالتدخل، وتطبيق القانون والمساطر المعمول بها حماية للطفولة". واستدرك موضحا بقوله "أرى أن هذه العملية فيها نوعا من المحاباة لحركة التوحيد والإصلاح ولو أنها حركة معترف بها طبقا للقوانين المعمول بها وتشتغل في إطار الشرعية والثوابت الوطنية، مقارنة مع تنظيمات أخرى ذات توجه ديني، فالخوف كل الخوف أن يفتح المجال إلى تحويل المخيمات والفضاءات إلى زوايا ومرتع لتمرير خطاب التطرف والعنف .." .

وعن سؤال للجريدة قال بن سعيد الركيبي "لا يهم لأي جهة تنتمي الجمعية المستفيدة. يسارا أو يمينا أو وسطا. المهم والأساسي أن يعي الجميع أن نشاط المخيمات له أسسه التربوية وتنظيماته، وله قوانين تحكمه وتؤطره وله كذلك مرجعيات. فعلى الجميع أن يمتثل لها وكل الخروج والزيغ عليها يعرض الجمعيات للمساءلة والمحاسبة وينبغي على سلطة الوصاية أن تتدخل ". واستحضر في سياق حديثه عن الجمعيات " أن هناك تجارب لتنظيمات جمعوية دينية ( الرسالة ) كانت ومازالت تستفيد من العرض الوطني للتخييم، وتقدم أنشطة متنوعة ومتميزة ( ألعاب. سباحة . خرجات. رقص. مسرح. رياضة. أناشيد..) وكانت تخضع برامج مخيماتها الصرفة للأنشطة العامة بنسبة 85%، بعيدا عن الحشو ".

وختم تصريحه للجريدة قائلا "المهم أنه إذا كانت تقدم أنشطة دينية يجب أن نتحرى فيها وفي مواضعها وأن تتضمن الوسطية والاعتدال والمالكية بعيدا عن التعصب والتطرف. شخصيا لن أخاف على أبنائي آنذاك. " ونبه إلى أنه "لا ينبغي أن تتحول مخيماتنا إلى مراكز الشحن، من طرف كل الجمعيات المستفيدة من العرض الوطني للتخييم ".

                   -قمار محمد : المخيمات فضاءات للتربية على قيم التسامح والتعايش والسلام.

اعتبر رئيس المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف الأستاذ محمد قمار أنه حان الوقت " للحسم في نوعية وجودة عملية التأطير والتربية على المواطنة وحقوق الإنسان، وكذا كل آليا وصيغ دروس الحياة خلال مخيماتنا الوطنية تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة والجامعة الوطنية للتخييم" وأضاف قائلا في تصريحه للجريدة " هناك خارطة طريق توجيهية لمحاربة كل أشكال العنف والتطرف، وصقل مواهب الطفولة، وتلقينها مبادئ الوطنية وحب الوطن، والتوازن بين الحقوق والواجبات، والاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية ومواجهة الحياة بمعادلات التسوية الحبية بدل الحقد والكراهية "

وقال قمار " المخيم هو فرصة لتعليم الطفل مبادئ المسؤولية على الذات في الحياة وتقديم العون للآخر، وتبادل الخبرات والمنافع بين البشر" وركز في حديثه على الموارد البشرية الكفأة والناجحة ( المؤطر والمؤطرة ) الذين يعتبرون أن دورهم ينحصر في خلق " السعادة داخل المخيم بين كل مكوناته وإشاعة المحبة بين الأطفال والأطر " ولن يتأتى ذلك إلا بالابتعاد عن كل أشكال الذاتية والزعامات والبغض، وامتلاك الحقيقة المطلقة عند البعض " وهذه الأشياء يجب أن يتحلى بها الجميع وخصوصا من يجمعون بين التأطير الجمعوي والقناع الديني " يؤكد قمار محمد.