الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

المهدي غزال: في الطريق إلى خمس سنوات إضافية من "التسلاك"..

المهدي غزال: في الطريق إلى خمس سنوات إضافية من "التسلاك"..

"البيجيدي" في المركز الأول، و"البام" في الرتبة الثانية. "المصباح" يرفض رفضا قاطعا وضع يده في يد "التراكتور"، والأخير يصر على موقف "كلشي إلا ما يأتي من قبيل عبد الإله بنكيران".. إنها المعطيات التي تضع استحقاق السابع من أكتوبر موضع شك في بلوغ المآل الآمن. والذي سيدفع حتما زعيم الأصوليين ومن الآن إلى التفكير فيما يتسلح به لتبرير القادم من سجله الجديد، والعودة للاستعانة بقاموس "مالقيتش مع من نخدم" و"ما خلاونيش نبالي بالإصلاح".

وكما هو متوقع، سيقال الكثير في باب الإشادة بنزاهة الإقتراع، والنضج السياسي، والتقدم الحضاري. وسيلقى بكل الشوائب والتنافر والنشاز في مرمى الإقصاء حتى تحجز مكانها في الركن المنسي من ذاكرة المدققين. مما سيبقى معه من التفاهة التساؤل عن سبب قلة حماس المواطنين وتمني الكثير منهم مرور الاستحقاقات بعيدا عنهم باقتناع أنها لا تقدم لهم شيئا، وكذا تحريم على أنفسهم المشاركة في سوق المناقصة الانتخابية على أساس أن الفوز بالمقعد البرلماني ليس غاية في حد ذاته، بل عتبة تحصن صاحبها وتمده بالامتيازات، إلى جانب أن تهيء له إمكانيات وضع نفسه فوق القانون. وبعد ذلك أن يفعل ما يشاء. أما خدمة المعذبين المسحوقين فمجرد كذبة، ولا توظف هذه الفئة سوى كاستثمار لاستغلال فقرها في تحقيق مصالح ضيقة. لتبقى انتظاراتها محنطة ومستكينة إلى ظل الشقاء والضياع، وتحت سطوة سياسة "نحن بصدد" المشمولة بالتبذير والتدمير والتخدير إلى أن تجر للمقابر وهي في انتظار.

وعلى ذكر الإنتظار وإلامه، يزيد من حنق الناقمين اصطدامهم بهذا الطلب على طول دون فتح المجال أمام ذهابهم إلى ما يليق بهم فعلا ويناسب تطلعاتهم، أي بمعنى "ما رحمو ما خلاو رحمة الله تنزل"، أو كما يقول المثل العربي "أمشي إلى حبيبتي ساعتين ولا أنتظرها دقيقتين". ويا ليت كان الترقب حتى لسنتين أو خمس، لكن الظاهر ينذر بمدد أطول وأطول. ولك الله يا منتظر.

ومن المعلوم، أنه ليس أقسى على شعب من أن تولد تجاربه السياسية ببذور فنائها، ويذهب به اليأس من واقعه إلى صعوبة إقناعه بأن ما يجري أمام أعينه ليس أكثر من أطباق وعود تهاوت كما توارت سابقاتها، وعذره في ذلك أنه ليس منطقيا أن يظل نفس الأشخاص مختلطين بنفس الظروف ومعجونون بالخطاب ذاته وتنتظر غير نفس النتيجة.