الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

أرقام صادمة من طنجة حول التهاب الأسواق واحتكار تجارة الأسماك..!!

أرقام صادمة من طنجة حول التهاب الأسواق واحتكار تجارة الأسماك..!! أحد أسواق السمك بطنجة
مع حلول شهر رمضان، شهدت جل أسواق بيع السمك في طنجة ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار.إذ وصل الغلاء إلى حدود بدت مستفزة لعموم المستهلكين.
وهو الغلاء الذي أجبر غالبية الطنجويين على الاستغناء عن السمك، بمختلف أنواعه، في المائدة الرمضانية.رغم اشتهار أهالي طنجة باستهلاك السمك في هذا الشهر.
كما التهاب أسواق السمك دفع الكثيرين إلى مقاطعة الأسماك على غرار مقاطعة مادة الحليب، ورفع شعار: "مواجهة الغلاء بالاستغناء"..!!
1 - باعة السمك ينتقدون الاحتكار والغلاء:
وقد لاحظت الوطن الآن، خلال جولة تفقدية في أسواق السمك بطنجة، أن ارتفاع الأسعار لم يقتصر فقط على النوع الذي لا يستهلكه إلا ذوي الجيوب المنتفخة، بل امتد أيضا إلى الأسماك الشعبية (السردين، الشطون، والشرن..) التي وصلت أسعارها، منذ فاتح شهر رمضان وحتى اليوم، إلى مستويات قياسية تتمثل في 30 و 35 درهما للكيلو غرام الواحد.وهو الأمر الذي وصفه أحد المستهلكين بقوله: "السردين ب 30 درهما اللهم إن هذا لمنكر كبير..!!".
وحسب تصريح أدلى به أحد باعة السمك (ع.ل) للوطن الآن، فإن الأسماك بأنواعها المختلفة سجلت ارتفاعا في الأسعار بنسبة 75 في المائة في ظرف يومين فقط.
بينما سجلت أنواع أخرى من السمك (القمرون، الكروفيت، الصول..) نسبة غلاء فاقت 130 في المائة.
وهذه الأسعار، كما يقول بائع سمك آخر (ص.د) لم تشهدها أسواق السمك في طنجة منذ خمس سنوات.
مما يؤكد، يضيف البائع بحسرة ومرارة، أن تجارة الأسماك في هذه المدينة تجسد أبشع أنواع الاحتكار التجاري الذي يبتز جيوب المواطنين..!!
2 - التضارب في مستويات الأسعار في المدينة الواحدة:
الذي يؤكد استشراء التضارب الغريب في أسعار الأسماك بطنجة، وجود تفاوتات في أثمان نفس النوع من السمك بين سوق وآخر في المنطقة الواحدة.
حيث نجد أن السردين، مثلا، يباع في سوق المدينة بسعر 30 درهما، بينما يباع في سوق بنديبان بسعر 35 درهما.دون أي تبرير منطقي لهذا التفاوت..!!
مختلف المستهلكين الذين التقتهم الوطن الآن، أكدوا بوضوح أن طنجة حطمت الرقم القياسي في غلاء الأسماك.وأن جل مظاهر الاحتكار التي تسود تجارة السمك في هذه المدينة، أضحت قاعدة دائمة في كل أشهر السنة وليس فقط في شهر رمضان كما هو حاصل الآن..!!
3 - أسعار السمك بالمغرب تعادل نظيرتها في إسبانيا:
أحد مهنيي قطاع الصيد البحري في طنجة، أوضح أن أسعار السمك في شمال المغرب، الذي يعتبر خزانا للثروة السمكية في البلاد، أصبحت تعادل مثيلتها في إسبانيا.
مشيرا إلى أن سعر بعض أنواع السمك في طنجة أو تطوان أو الحسيمة... يعادل السعر نفسه في مدن إسبانية كمدريد وبرشلونة وإشبيلية...مع وجود الفارق الشاسع في الدخل بين البلدين..!!
هذا علما أن مخزون الأسماك في إسبانيا يتم استيراده من سواحل المغرب.
فكيف يمكن أو يعقل تبرير التعادل في أسعار هذه المادة الغذائية الحيوية بين بلدين أحدها يصدر السمك والآخر يستورده..!!؟؟
يجيب مهني في القطاع قائلا: ثمة أنواع من الأسماك يزخر بها بلدنا، غير أن فقراء هذا الوطن لا يرون هذه الأنواع إلا في البرامج الوثائقية الخاصة بالصيد البحري..!!؟؟
4 - الثالوث المتوحش المتسبب في غلاء أسعار الأسماك:
يتساءل كثير من المواطنين المستهلكين المغاربة عن أسباب التهاب أسواق السمك خلال شهر رمضان.والعوامل التي تقف وراء غول الغلاء..!!؟
ومن خلال اتصالاتنا بعدد من مهنيي القطاع في جهة طنجة تطوان الحسيمة، فإن عوامل وأسباب غلاء أسعار السمك في بلد غني بالثروات السمكية مثل المغرب، تعود إلى "الثالوث المتوحش" المتمثل أساسا في:
1 - تعدد الوسطاء الذين يتحكمون في وصول الأسماك إلى البائع بالتقسيط وبالتالي إلى المستهلك.
2 - تحكم اللوبيات في أسواق الأسماك وفرضهم للأسعار التي تغذي جشعهم للربح على حساب المواطن.
3 - تنامي عمليات تصدير المخزون السمكي إلى أوربا وتأثير ذلك على الأسعار في أسواق المغرب.
5 - الشعب المغربي محروم من ثرواته السمكية:
المعطيات المتوفرة تؤكد أن المغرب يصدر كل سنة إلى أوربا حوالي 240.000 طنا من المنتوج السمكي، بمبلغ يفوق 9.3 مليار درهم.
ورغم أن فقراء هذا البلد، كما يقول خبير التغذية المعروف الدكتور محمد نوري للوطن الآن، لا يستهلكون سوى ثمانية كيلو غرام من السمك، مقابل استهلا الطبقات الغنية 13 كيلو غراما سنويا، فإن الاستهلاك الفردي من الأسماك في المغرب هو الأقل والأضعف مقارنة بعدة بلدان، بسبب ارتفاع الأسعار والمضاربات وتفاحش الاحتكار..!!