مع مرور الساعات في جلسة الأربعاء 24 ماي 2018، بدأت الحقيقة تظهر في ملف توفيق بوعشرين، حيث شملت إلى حدود الساعة الثانية من صباح اليوم الموالي عرض 12 تسجيلا، يتعلق بعضها بمصرحة تراجعت عن أقوالها التي أدلت بها أمام الضابطة القضائية، وعوض الامتثال لاستدعاء الحضور فضلت البقاء بأحد المقاهي بمحيط محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث جرت أطوار الجلسة السرية الثانية من عرض التسجيلات.

مع التسجيل الأول والثاني، بدأ أعضاء دفاع مدير نشر "أخبار اليوم" ينسحبون من القاعة 8، خرج النقيب زيان وتلاه المحامي الإدريسي وآخرون، ولم يبق في قاعة المحاكمة/ العرض سوى أعضاء دفاع الضحايا، وعندما التفت بوعشرين وراءه لم يجد سوى محامي وحيد في صفه.

مثلت الفيديوهات المعروضة صدمة لمتتبعيها، أصيب أحد المحامين معها بالغثيان من شدة قرفها وفظاعتها، وتجاوزت التسجيلات الممارسات الجنسية الطبيعية، بل امتدت لممارسات شاذة من قبيل تكرار أمر إحدى الضحايا بوضع أصبعها في مؤخرته، وأمرها بنزع حذائه وجواربه ولحس أصابعه في إحدى أيام شهر غشت الساخنة، وتظاهره بالنشوة بعد ذلك.. "هو الاستعباد حقيقة ما رأيناه"، يقول المحامي مبارك المسكيني، مضيفا في لقاء مع جريدة "أنفاس بريس"، أن استغلال السلطة والنفوذ، كونه رب العمل، كان ملموسا بالصوت والصورة مع المستخدمات اللواتي لم تشفع ملتمساتهن في وضع حد لهذه الممارسات الحاطة بكرامتهن.

"بعرض فيديوهات الليلة، اكتملت شروط قيام جريمة الاتجار بالبشر"، تقول المحامية أمينة الطالبي عن دفاع الضحايا، مضيفة "وهذا ما يفسر عدم حضور جميع أعضاء دفاع المتهم في قاعة المحكمة، يعجز اللسان عن الوصف، ويزيد من سرية الجلسات حظر نقل تفاصيل ما يجري ويدور، وعلى العموم فشخوص التسجيلات كانت واضحة والممارسات واضحة والمكان هو نفسه، مكتب بوعشرين بكنبته المشهورة...".

مع عرض كل فيديو، والمترواح بين دقيقتين و37 دقيقة، كان أثر السخط باديا في وجه دفاع الطرفين، امتعض منه دفاع الضحايا، ومنبها إلى أنه ليس هناك رضا من قبل الضحايا، بل استسلام لقهر وتهديد رب العمل ترغيبا وترهيبا.. مستدركا بالقول أن اعتراف دفاع المتهم بالرضا في الممارسات الجنسية، هو اعتراف بوجود بوعشرين، بعد أن كانوا أكثر إنكارا لوجود الفيديوهات من الأصل..

من خلال الجلستين السابقتين بلغ عدد الفيديوهات المعروضة 15 تسجيلا، يحاول دفاع بوعشرين الالتفاف حول قانونيتها وصحتها، رافضا في الوقت نفسه التقدم بأي طلب إجراء خبرة تقنية عليها لدعم ما يقول عنه "فوطوشوب".

وستستأنف المحكمة هذا المساء عرض تسجيلات أخرى.