الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

طاكسي رمضان.. طوابير مرهقة وتسعيرة خاصة قبل الأذان تحت تبرير "العواشر"

طاكسي رمضان.. طوابير مرهقة وتسعيرة خاصة قبل الأذان تحت تبرير "العواشر" مشهد من الإزدحام بمحطات الطاكسيات
لا هو بالموضوع الجديد، طبعا، على البيضاويين، ولا حتى بالأزمة التي في حاجة للمزيد من التشخيص. لكن ومع حلول هذا الشهر الفضيل، تأخذ ألوانا أخرى من التفاقم ومظاهر الإستثناء السلبي. تتوزع ما بين الاستغلال البشع لضيق الوقت، وحاجة الزبائن الماسة إلى بلوغ منازلهم قبل موعد الإفطار.
إنها وكما لا يخفى على بيضاوي معركته اليومية مع معضلة "الطاكسيات"، التي وبالقدر الذي يبدو عددها كافيا لسد خصاص الراغبين في خدمتهم، تظهر المعاناة الشاقة في تحقيق تلك الأمنية وكأنها امتياز لا يحظى به سوى "اللي مزغرتة عليه مو"، أو نال حظا كافيا من التدريب على إحدى فنون القتال.
والواقع، أن مشاهد الطوابير التي تؤثث مختلف ساحات المدينة، وكأنها لممنوحين "تيتر" منازل بالمجان، تغني عن أي تعليق، إلى درجة أصبحت طقسا عاديا وروتينا يوميا لمواطنين بعد يوم من الجهد في مقرات عملهم، هذا من غير الحديث عن حكايات الصباح طالما الكلام عن الفترة الزمنية السابقة لموعد أذان المغرب.
وبهذا الخصوص، لم يعد هم الزبون أو الزبونة ترتيب استعدادات الدخول في جهاد نفسي وعضلي لحجز مكان داخل السيارة، بل تلقي مفاجآت زيادة درهم أو نصف الدرهم مع كل اقتراب للساعة السابعة. على أساس اليقين بوقوع الراكب في فخ إجبارية التواجد بين أهله قبيل غروب الشمس.
والأدهى، أنه عند أي احتجاج أو تعبير بالرفض من طرف الزبون، يقابله السائق بمبرر "را العواشر هادي". وكأن الأخيرة لا تخص سوى شريحة السائقين أما الركاب فيخضعون للعادات والمناسبات "السكتلاندية". علما، ومما لا يحتاج لتوضيح، أن ضيق ذات اليد ينسحب على الجميع ولا يستثنى منه أجير. وأن "العواشر" ومتطلباتها لا تفرق بين هذا وذاك، والكل تحت وطأتها سواء.