السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: الصويرة.. الشهرة في انتظار التنمية...

أحمد بومعيز: الصويرة.. الشهرة في انتظار التنمية... أحمد بومعيز

عرفت الصويرة ترويجا ورواجا إعلاميا كبيرا منذ منتصف التسعينيات على الأقل، وخصوصا بعد مهرجاناتها الموسيقية التي انطلقت بمهرجان كناوة وموسيقى العالم سنة 1998. كما أنها صنفت من المدن المسجلة ضمن التراث العالمي حسب منظمة اليونسكو سنة 2001 .

الأكيد أن للترويج الإعلامي مزاياه الكثيرة وإيجابياته، ولكن للأمر أيضا سلبيات عدة بسبب التخمة الإعلامية والضغط الذي عرفته المدينة، وهذا كله في ارتباط عضوي مع سياسات التدبير ومستوى الحكامة التي دبرت وسيرت بها الهيئات المسؤولة على الشأن المحلي بالمدينة، من مجالس منتخبة، وإدارات ومصالح خارجية، وكل الفاعلين والمتدخلين المشاركين في القرار أو صانعيه.

ومن تفاعلات الوضعية والسياق، نذكر بالمضاربات العقارية والخلل في العرض والطلب الذي زج بالمدينة في السنوات الأولى من القرن الحالي 2001- 2006 في دوامة ومتاهة  الاحتكار وارتفاع أثمنة العقار والخدمات وغيرها، بعد محاولات الاستثمار أو شبهها، والتي كانت أغلبها في مجال الترفيه والسياحة والعقار وبعض الخدمات .

وما يمكن الوقوف عليه اليوم،  كواقع حال، بعد كل هذه المدة التي تغطي أكثر من 20 سنة من تاريخ المدينة ومن زمن التنمية المفترض أو المهدور، ورغم كل ما عرفته الصويرة من دينامية ثقافية واقتصادية وإعلامية، وفي سياق ضعف الحكامة، وضبابية المشروع والنموذج التنموي، وغياب استراتيجية تنموية مندمجة، نسوق بعض الأمثلة والمؤشرات الدالة، والتي قد لا تحتاج بالضرورة إلى شرح أو سجال :

- لم تستطع الصويرة تطوير بنيات ثقافية رغم كل الأنشطة والملتقيات والمهرجانات والوعود والمشاريع المؤجلة (غياب مسرح، غياب سينما، غياب المكتبات وخزانة عمومية، غياب مركب ثقافي، شبه غياب لقاعات المعارض والعروض...).

- ضعف في بنيات التربية والتكوين والتعليم العالي: مشروع الجامعة ما زال مؤجلا .

- بنيات الرياضة عبارة عن مهزلة (قاعة للرياضات في وضع غير لائق دام تشييدها أكثر من 10 سنوات افتتحت سنة 2012 وهي حاليا تعاني من عدة مشاكل، وملعب وحيد لكرة القدم ينتظر نهاية الأشغال منذ أكثر من 10 سنوات).

- مشروع تأهيل المستشفى الإقليمي الوحيد ما زال لم يكتمل، وهو يستقطب كل ساكني الإقليم التي تفوق 450000 نسمة .

- تأهيل المآثر التاريخية (رغم المجهودات والاستثمارات المرصودة) ما زال دون التطلعات، مع وجود نقط سوداء في هذا الشأن كأبراج وسقالة باب دكالة ومناطق أخرى .

- احتباس في الوعاء العقاري بالمدينة، ومشاكل في تدبير الترخيص  للبناء في التجزئة المتبقية .

- مشاكل عدة في مشاريع وبنيات الصويرة الجديدة (الغزوة) التي كان من الممكن أن تخفف من الضغط على المدينة .

- وضعية حي الملاح ما زالت دون حل منذ أكثر من 15 سنة .

- الحي الصناعي (سابقا) في وضعية مزرية، وجل مرافقه صارت خرابا، ومصيره مجهول...

هذه فقط بعض النماذج والمؤشرات التي تشي بإمكانية تقويم مسار مدينة ومشاريع التنمية بها، من دون الإشارة أو الحديث عن واقع الإقليم ككل والذي يعد أكثر تعقيدا،... والتقويم هنا يفترض كمدخل أساس التساؤل حول ضعف الحكامة، وضبابية المشروع والنموذج التنموي، وغياب استراتيجية تنموية مندمجة.

فهي إذن مدينة موكادور أو الصويرة أو مدينة الرياح، التي أصيبت برياح وحمى الشهرة والترويج الإعلامي لمدة، ما زالت تنتظر أيضا رياح الحكامة الجيدة والتنمية، عساها تهب لفترة حتى تستقيم المشاريع.