الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

الوكيل العام الوردي والمحامي زهير يقومان بمساعي حميدة لإصلاح ذات البين في قضية بوعشرين

الوكيل العام الوردي والمحامي زهير يقومان بمساعي حميدة لإصلاح ذات البين في قضية بوعشرين الوكيل العام حكيم الوردي (يمينا)، والمحامي طارق زهير

لو كان جهاز "السكانير" المثبت بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء يقيس درجة الضغط النفسي، لسجل أرقاما قياسية في الارتفاع، بالنسبة للمحامين المترافعين في ملف توفيق بوعشرين مدير نشر "أخبار اليوم" والمتابع بجنايات الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي.

بشراهة كان أحد المحامين يدخن في إحدى ممرات المحكمة، فيما كانت زميلة له، ترفع صوتها في وجه آخر، بينما محامي آخر اختلفت أزرار بذلته الرسمية، ولم ينتبه إلى الوضع الصحيح للقطعة البيضاء وسط السواد، كان يُهمهم بكلمات غير مفهومة.. هذا هو الوضع النفسي الذي كان عليه محامو دفاع وضحايا بوعشرين على حد سواء، بلغت إلى مشاداة كلامية بالقاعة 8 من المحكمة وصل صداها لبهو المحكمة حيث تجمع بعض الصحافيين يحاولون استراق السمع لما يجري ويدور داخل قاعة مغلقة تعالج ملفا سريا لبوعشرين، وذلك مساء يوم أمس الخميس 10 ماي 2018.

وماهي إلا دقائق حتى انصرف المكلفون بالأمن سواء، في إشارة إلى انتهاء هذه الجلسة السرية الثالثة، "هاذ الشي ماشي معقول، هاذ الشي بزاف"، يقول أحد المحامين الخارج للتو من القاعة، فيما رفض آخر التصريح للزملاء الصحافيين بما جرى وأسباب هذا التوتر العالي.. المحامي زهراش، أبدى أسفه مما جرى، بعد ان وقع شنآن بين أعضاء الدفاع، تسبب فيه محامي التحق مؤخرا بهيئة الدفاع عن بوعشرين، وهو ما زكاه المحامي الهيني، الذي اعتبر أن الترافع خرج عن مساره عندما تلفظ زميل له بألفاظ نابية في حق زميل آخر، نظرا لاختلاف مراكز الدفاع..

وفي الوقت الذي سارع فيه بعض المحامين لامتطاء سياراتهم، كان المحامي طارق زهير، عن دفاع الضحايا، يحاول جمع المحامين على كلمة واحدة بعد أن ارتفعت أصواتهم بموقف السيارات بالمحكمة.. تشبث كل طرف باتهام الطرف الآخر في عرقلة السير العام للجلسة، وبينما كان الأستاذ حكيم الوردي ممثل النيابة العامة في ملف أحداث الحسيمة متوجها نحو مكتبه، أثاره هذا اللغط في صفوف المحامين، وهو ما جعل المحامي زهير يلتمس منه التدخل لإصلاح ذات البين بين أصحاب البدل السوداء، ومن خلال هذا اللقاء الذي حضره حوالي 12 محاميا من دفاع الطرفين، وفي فضاء عام، استمع الوردي لكل وجهات النظر، مبديا أسفه من مثل هذه المناوشات التي لا تنحصر في قاعة الجلسات بل تمتد للفضاء العمومي، ملتمسا من الجميع الاحتكام للأعراف والتقاليد التي تحكم مهنة المتاعب، وعدم الوقوع في الاستفزاز وردود الفعل المضادة، بما يسيء للدفاع ويؤثر على السير العادي للجلسات، بدوره التمس المحامي زهير من زملائه احترام بعضهم البعض، والالتزام باللياقة واللباقة في المرافعات وعدم التلفظ بأي شكل من الأشكال بما يجرح أعضاء الدفاع من الطرفين، مع الانضباط لمجريات الملف من الناحية القانونية دون إثارة أي أمور قد تمس بالضحايا والمتهم على حد سواء، فالزمن القضائي يهم الجميع بما فيهم هيئة الحكم، والملف يتتبعه الرأي العام بدقة من خلال وسائل الإعلام.

وفي الوقت الذي كان الاتجاه العام هو غض الطرف عن الإساءة التي تسبب فيها أحد أعضاء دفاع بوعشرين، وتقبيل رؤوس بعضهم البعض، تشبث اتجاه آخر بضرورة تقديم اعتذار علني داخل جلسة اليوم الجمعة 11 ماي 2018، مادام أن الإساءة وقعت أمام هيئة الحكم.