Friday 16 May 2025
سياسة

عبد الهادي خيرات : تهافت الأحزاب على ترشيح " الشفارة " وتجار المخدرات والسلفيين المهرجين يكشف وضاعة المشهد السياسي

عبد الهادي خيرات : تهافت الأحزاب على ترشيح " الشفارة " وتجار المخدرات والسلفيين المهرجين يكشف وضاعة المشهد السياسي

في حمأة الصراعات الخاصة بتشريعيات السابع من أكتوبر القادم و التي اشتدت أوزارها حتى ولم تبدأ بعد فترة الحملة الإنتخابية القانونية اتصلت " أنفاس بريس" ب"عبد الهادي خيرات" قيدوم نواب سطات بالبرلمان وأحد قياديي حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعيية، واقتحمت عليه "خلوته السياسية" والتي اختارها هذه السنة بعدما كان يشكل دائما رقما رئيسيا في المعادلة الإنتخايية بإقليم سطات طالبة منه توضيح سبب هذا الانزواء من جهة ومن جهة ثانية قراءته للمشهد السياسي بالمغرب اليوم فكان تصريحه عبارة عن قطرة فقطرة، ثم انهمر.

صرح خيرات في بداية حديثه بنبرة لا تخلو من تهكم " أنه ما بقى ما يدار والله العظيم"، فالمشهد السياسي تافه وحتى أكون أكثر تعبير ا ودقة فسمة المشهد هي الوضاعة وبالدارجة وبكل صراحة فقد أصبحنا أمام تنابز بالألقاب وامام " الطيابات ديال الحمام " وهذا ينسحب على الجميع لأننا نزلنا بالبلاد إلى مستوى الحضيض ، وسكت خيرات برهة ثم انهمر كالسيل : و الحقيقة التي لايريد أن يقولها أحد هي أننا نلاحظ اليوم أن الناس "تتخاطف "ليس على الأعيان بل على" الشفارة" وعلى باعة المخدرات وعلى السلفيين المهرجين أصحاب الحلقة بجامع الفنا و على المتهربين من الضرائب ، وهكذا يتهافت الناس ومن كل الأطراف على مثل هذه الأصناف التي تشكل الرموز الكبيرة في الفساد ، وذلك من أجل ترشيحهم وإدخالهم إلى المؤسسات كالبرلمان ! وبات الأمر غير مشرف للبلاد ولأي احد له مبادئ وقناعات ولضحة بالدخول والإنتماء إلى مثل هذه المؤسسة ، ويضيف خيرات لقد شاهدنا زعماء أحزاب سياسية "يفرووون " ويهربووون"من الترشيح وهذا غريب ومهما كانت تبريراتهم فهذه وضاعة في السياسة ليس لها معنى آخر غير أنهم "ما كادينش ينزلوا عند المواطنين " ولم يبق لهم سوى البيع والشراء في التزكيات في غياب الخطاب واللقاءات وغيرها من وسائل التواصل، وهكذا وصلت الأمور إلى هذا المستوى من الدناءة ، وهنا اشتد وابل خيرات عندما وجه اتهامه للدولة مؤكدا على أن هذا الوضع أتهم فيه حتى الدولة بنفسها التي ساهمت في استفحاله عندما أعدت قانون الأحزاب "للناس على المقاس " وكنت في لجنة الداخلية بمجلس النواب وعاينت شخصيا كيف يتفاوضون على هذا القانون حيث "كانت الدولة تمشي معاهم باش تكثف ليهم بنادم " بمعنى أنه توجد اﻵن دعوة رسمية من طرف الدولة كي يغادر الناس العمل السياسي الذي أصبحت تؤثثه مجموعة من" الأفلام" و مجموعة من "الناس" ولا أاسميهم بالحزب لأنه لم تعد "حتى شي حاجة محترمة" و قد شاهدت كيف تتفاوض معهم الدولة لتمرير قانون الأحزاب الذي جاءتهم به كي تكثف بنادم وكيف تساير الدولة كل هذا ، وقد عبرت عن موقفي وقلت "اللهم إن هذا لمنكر " محتجا علىما يجري في لجنة الداخلية بالبرلمان ، ويخلص خيرات إلى القول بأنه قد وصلنا إلى وضعية لا أحد معها يستطيع الكلام لأنه إذا طرد من الحزب سيجرد من رئاسة الجماعة وستنزع عنه العضوية من البرلمان! بمعنى أن الدولة استطاعت أن "تكثف للناس بنادم " بقانون الأحزاب وقانون الجهة وقانون الجماعات الترابية وهذا شيء مؤسف و يشكل أبشع صورة لاغتيال الحرية.