الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

البوليساريو.. آخر حركة انفصالية ترضع من حليب الإرهاب!

البوليساريو.. آخر حركة انفصالية ترضع من حليب الإرهاب! زعيم البوليساريو إبراهيم غالي

خلال سنة واحدة فقط، وعبر 12 محطة دالة، ذكر المغرب المجتمع الدولي بالعلاقة بين جبهة البوليساريو والتنظيمات الإرهابية. التذكير لم يكن من باب التجني أو لتجاوز تصلب مواقف الجزائر والبوليساريو في المفاوضات، بل التذكير مرتبط بتلك اللازمة الأساسية التي ما فتئ الخبراء العالميين ينبهون إليها في مختلف بقاع المعمور، والمتمثلة في تلك العلاقة السيامية بين الحركات الانفصالية والإرهاب والجريمة العابرة للقارات. بدليل أن هشاشة الدولة بالجزائر وتفككها بمنطقة الساحل جنوب الصحراء حول تندوف إلى مقر قيادة لكل أشكال الجرائم الإرهابية والمتاجرة في تهريب البشر والسلع، وهو الوضع الذي جعل البوليساريو المستفيد الوحيد من وضع «اللادولة» السائد في الجنوب الجزائري وبمنطقة الساحل، بشكل يهدد الأمن والسلم ليس بشمال إفريقيا وحده، بل وبالمنطقة المتوسطية برمتها (انظر المؤطر رفقته بهذه الصفحة).

هذا التهديد سيتعاظم بعد أن تم تجفيف منابع داعش والنصرة في سوريا والعراق وتدفق المئات من الجهاديين الإرهابيين على ليبيا والساحل ليسترجعوا «أنفاسهم» في أفق تصدير الاغتيالات والتفجيرات واستهداف الأرواح والممتلكات. لدرجة أن المعطيات التي كشفها عبد الحق الخيام، مدير «البسيج» في منتدى دولي، بينت أن الاتصالات بين البوليساريو والهياكل الإرهابية في منطقة الساحل أفرزت وجود "أكثر من 100 انفصالي يعملون في صفوف تنظيم القاعدة ببلاد الغرب الإسلامي وغيرها من التنظيمات الإرهابية".

هذا التلازم بين الانفصال والتنظيمات الإرهابية والشبكات الإجرامية العالمية، ليست ميزة تخص البوليساريو، بل هي خاصية تلازم كل الحركات الانفصالية من أمريكا إلى إفريقيا مرورا بأوروبا، إذ كلما وجدت حركة انفصالية إلا ورافق ذلك شلال من الدم والاغتيالات ونسج العلاقات مع شبكات الإجرام العابر للقارات. إلا أن حالة البوليساريو تكتسي طابعا استثنائيا بالنظر إلى أن أنظار العالم اليوم مشدودة كلها إلى تعقب الخلايا الإرهابية ومطاردة جهاديي داعش والنصرة وغيرهما، وهي المطاردة التي جعلت الجهاديين يفرون من الشرق الأوسط نحو صحاري الساحل مما جعل مخيمات تندوف «تشكل مصدر قلق» لشمال إفريقيا وجنوب أوربا ككل.

من هنا أهمية التحذيرات التي وجهها المغرب لتذكير المجتمع الدولي بمخاطر الزواج الكاثوليكي بين البوليساريو والتنظيمات الإرهابية.
(تفاصيل أوفى تقرؤونها في العدد الحالي من أسبوعية "الوطن الآن")