الخميس 28 مارس 2024
سياسة

قطر تتهرب من تسمية الأمور بمسمياتها وتكشف حقيقتها في قضية تسليح البوليساريو

قطر تتهرب من تسمية الأمور بمسمياتها وتكشف حقيقتها في قضية تسليح البوليساريو أمير قطر، و ابراهيم غالي
استغرب عدد من المتتبعين المغاربة غموض فعل دولة قطر فيما يتعلق بقرار المغرب قطع علاقاته الديبلوماسية مع إيران، بسبب علاقة عسكرية بين حزب الله الشيعي اللبناني مع جبهة البوليساريو.  
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها، نشرته عبر موقعها الرسمي، أن دولة قطر تعلن: "تضامنها العميق والكامل مع المملكة المغربية الشقيقة في المحافظة على سلامة ووحدة أراضيها في وجه أية محاولات تستهدف تقويض هذه الوحدة أو تستهدف أمن المملكة المغربية الشقيقة وسلامة مواطنيها"، حسب البيان.
وأضاف البيان أن الإمارة الخليجية تشدد: "على أهمية احترام المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول وفى مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية وحل الخلافات بالحوار ومن خلال الوسائل والطرق السلمية المتعارف عليها دولياً."
و جاء هذا البلاغ إثر ما أعلنه ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، يوم الثلاثاء فاتح ماي 2018 بوقف المغرب علاقاته مع طهران وطلبها من سفير إيران مغادرة البلاد “بسبب وجود دلائل قوية على تسليح الجبهة الانفصالية البوليساريو وتدريبها في الصحراء، من قبل عناصر تابعة لحزب الله اللبناني، بمباركة إيرانية حسب الخارجية المغربية.
ومن خلال البيان، علق خبراء في التواصل الديبلوماسي الدولي، أن قطر تكون قد تهربت من تحديد موقف واضح من اتهامات المغرب لإيران وحليفها حزب الله نظرا لوجود علاقات مصالح متشابكة بين الدوحة وطهران فضلتها على مصالحها مع المغرب.
وأكد العديد من الملاحظين المغاربة أن قطر لم تكن تكن الود للمغرب منذ انقلاب الإبن حمد بن خليفة على والده خلال التسعينيات من القرن الماضي الشيء رفضه آنذاك الملك الراحل الحسن الثاني. بعدها توترت العلاقات بين البلدين فكان أن وطدت قطر علاقاتها مع الجزائر والبوليساريو ضدا على الوحدة الترابية للمملكة.
وكان من بين نتائج هذا التوتر حسب متتبعين للعلاقات بين البلدين، صفقات أسلحة مع الجزائر خلال نهاية التسعينيات قيل وقتها أنها وجهت البوليساريو منها أجهزة عسكرية للرؤيا الليلية. كما وجهت قناة الجزيرة لمعاداة المغرب واستضافة قيادات وعناصر البوليساريو من حين لآخر.
ورغم أن موقف المغرب كان مشرفا بالنسبة لقطر في مقاطعة باقي الدول الخليجية لها السنة الماضية، ورغم زيارة الملك محمد السادس لها في ظل جفاء شبه دولي لها، غير أن ذلك كله لم يشفع لديها في إبداء موقف واضح من اتهامات المغرب لإيران وحزب الله، التي أعلنت المملكة أنها تتوفر على أدلة قوية بشأنها تفيد تورط الحزب الشيعي وإيران بتسليح وتدريب البوليساريو لخوض أي حرب أو عدوان في الصحراء المغربية على غرار حرب الأنفاق مع إسرائيل.
كما علق الملاحظون أن قطر تناقضت مع نفسها في ذات البلاغ، فمن جهة تعلن تضامنها مع المغرب ومن جهة أخرى تدعو إلى الحوار مع جهات أعلن المغرب أنها تخطط لخرابه. 
توازنات المصالح لدى القطريين خصوصا تلك المرتبطة بالاشتراك في معاداة دول الخليج،  أفضت إلى ترجيح كفة إيران وحزب الله على كفة المغرب حسب ما استنتجه المعلقون المختصون في العلاقات الدولية.
موقف قطر هذا من تهديدات خارجية للمغرب، قد يقلب وجهة نظر المملكة ضدها، وتعلن مقاطعتها كما فعلت باقي دول الخليج.