الجمعة 26 إبريل 2024
منبر أنفاس

أمل مسعود: عين على اللائحة الوطنية لحزب الاستقلال...

أمل مسعود: عين على اللائحة الوطنية لحزب الاستقلال...

على بعد ألاف الكيلومترات، سألني أحد الأصدقاء  القاطن بمدينة مونتريال بنوع من الفضول عما يحدث عندنا في حزب الاستقلال، مستطردا  بنوع من الدعابة  بأن مناضلي حزب الاستقلال احتلوا الفضاء الافتراضي وبأن أسرار الحزب وقياداته ومناضليه أضحت على كل لسان، يتداولها الخاص والعام، الصديق والخصم، الغريب وأهل الدار.

أجبته مازحة بأن هذا يعني أن الحزب في صحة جيدة، ويعني أن المنافسة على قيادة اللوائح الوطنية والجهوية للمرأة والشباب في أوجها، ويعني أن مختلف المناضلين الشباب والنساء المناضلات يعتقدون بأنهم الأحق بتصدر اللوائح الجهوية، مما يجعلهم في بعض الأحيان يقودون حملات  فايسبوكية  شرسة يقصفون فيها الأخضر واليابس غير مكترثين للأسف لسمعة و رصيد الحزب الانتخابي.

الإيجابي في الموضوع هو أن حزب الاستقلال برهن بالملموس بأنه حزب منفتح على كل المناضلين والمناضلات. وأنه استطاع أن يخلق من تصدر اللوائح الوطنية تمرينا  ديمقراطيا شارك فيه كل الاستقلاليون  الاستقلاليات من مختلف الجهات والأقاليم سواء بالترشح أو بإدارة الحملة أو بتتبع مجريات الأمور.

من هذا المنطلق، حزب الاستقلال يبعث على التفاؤل، فهو بطريقة ما يؤمن بأنك منخرط في الحزب لأنه لك حلم و طموح سياسي. وبأنه كحزب فهو قادر على أن يمنحك الإطار لتحقيقه.  ففي هذه المرحلة، لا تهم كثيرا النتيجة. لا يهم من تصدر اللائحة ومن انهزم بالضربة القاضية.

الأهم في نظري هو أن الحزب فتح أسواره للشباب وللنساء. فمنحهم فرصة  مقارعة أعيان الحزب أصحاب المال الذين يتحكمون في جزء مهم من القرار الحزبي. كما سمح لهم بإدارة الحملة للتعريف بأنفسهم وبالتالي التواصل مع مختلف أعضاء المجلس الوطني، كما مكنهم من التعرف على الأشخاص المؤثرين سياسيا و تنظيميا بالحزب والقادرين على إدارة أمور الحزب لكفتهم، كما مكنهم من الاحتكاك المباشر بالقوى المحافظة في الحزب ومن تم استيعاب صعوبة التغيير والتجديد على أرض الواقع. فالحزب منح للشباب وللنساء درسا ميدانيا للمضي قدما نحو تحقيق حلمهم السياسي بالانخراط الفعلي وليس فقط بالتمني والأماني.

فلن يجادل إثنان في أن حزب الاستقلال، تفوق على مختلف الأحزاب المغربية في طريقة إدارته لترتيب اللوائح الوطنية الخاصة بالشباب والمرأة. وبأنه منح للمناضل الاستقلالي هامشا كبيرا من حرية التعبير والتواصل في إدارة حملته الانتخابية.

وبالمقابل، وللأسف، هذه التجربة أظهرت بأن بعض المناضلين الاستقلاليين لا يملكون الوعي السياسي اللازم والغيرة على الحزب الذي يجمعهم. فاعتبروا أن حرية التعبير هي القذف والسب والشتم. وهكذا وبمناسبة حملة الترشيح في اللائحة الوطنية للشباب والنساء، أصبحنا نرى الكثير من غسيل الحزب منشور على صفحات الفايسبوك متجاهلين بأن هذا الأخير دمر دولا. فهل سيعجز عن تدمير حزب؟

حزب الاستقلال يؤمن بالأخطاء لأنه يهتم بالمناضل الإنسان أكثر من التنظيم نفسه. فهو يدرك بأن الانسان هو الثروة المتجددة وبأن الإنسان لن يتطور إلا عبر الحراك والتجربة والحرية.

فحزب الاستقلال، كان بإمكانه توظيف وتجنيد كتائب إلكترونية متخصصة في الإعلام الفايسبوكي، وتبني منطق الشيخ والمريد ومعاقبة كل مناضل يسيء للحزب بتدوينة أو تسريب أو تصريح. ولكنه حزب يثق في رجاحة عقل وحكمة  مناضليه وقدرتهم على الفهم والتطور، فالتجربة علمته بأنهم مهما أخطئوا سيتوبون.