السبت 27 إبريل 2024
مجتمع

الغلوسي لـ" المسؤولين على القضاء": حركوا المتابعات ضد لوبيات الفساد و جرائم الأموال

الغلوسي لـ" المسؤولين على القضاء": حركوا المتابعات ضد لوبيات الفساد و جرائم الأموال محمد عبد النبوي (يمينا) ومحمد الغلوسي رئيس جمعية حماية المال العام
وجه محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، رسالة مفتوحة إلى رئيس النيابة العامة، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية ،والوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، والرئيس الأول لمحكمة النقض، هذا ما جاء فيها:
"تحية طيبة
وبعد
لا يخفىعلى سيادتكم المحترمة أن الفساد ونهب المال العام والإفلات من العقاب يشكل معيقا كبيرا أمام أي تقدم أوتطور ،فمهما كانت قوة ونجاعة الإصلاحات التي قد تحدث هنا أوهناك فإن لم تكن البيئة الحاضنة سليمة فإن مصير تلك الإصلاحات لن يكون إلا الفشل الذريع.
وتعلم سيادتكم المحترمة أن كلفة الفساد والرشوة ثقيلة وتمس الاقتصاد والمجتمع وتصادر كل الإمكانات والفرص المتاحة لبناء نموذج تنموي قادر على الإجابة على المعضلات الإجتماعية.
وتعلمون أيضا، أن الاستثمار المنتج للدخل والثروة لا يمكن أن يتعايش مع الفساد والريع والرشوة وأنه وبسبب ذلك فإن بعض المقاولات تعيش في وضعية صعبة غير قادرة على الوفاء بأبسط الإلتزامات، بل إن بعض مسييريها مهددون بالسجن، بسبب تراكم الديون بينما تنعم مقاولات محظوظة بكل الإمتيازات وتهيمن على مجال الصفقات العمومية
وتعلمون أيضا أنه وبسبب الفساد والرشوة والإفلات من العقاب راكم البعض ثروات هائلة دون أن يعرف مصدرها وساهم ذلك في صنع تفاوت اجتماعي ومجالي غير مشروع مما أدى إلى توسع دائرة الحقد الإجتماعي والظلم والشعور بالحكرة، وتراجع منسوب الإحساس بالإنتماء إلى الوطن ما جعل سكان العديد من مناطق بلادنا تخرج للاحتجاج ضد التهميش والفقر والبطالة.
هل تعلم سيادتكم المحترمة أن هناك العديد من الملفات أمام محاكم جرائم الأموال لها صلة بالفساد ونهب المال العام عمرت طويلا ولأمد غير معقول كاد أن يلفها النسيان ويتطاير الغبار من أوراقها !
هل تعلم سيادتكم أن المتابعات القضائية المسطرة في هذه الملفات تقتصر على بعض المنتخبين وبعض الموظفين والمقاولين دون أن تطال الروؤس الكبيرة، وأن هذه المتابعات يبقى أثرها محدودا وغير مصحوبة بإجراءات شجاعة وجريئة من شأنها أن تعيد للناس الثقة في جهاز العدالة
هل تعلم سيادتكم المحترمة أن بعض الأحكام القضائية الصادرة في جرائم الفساد المالي تبقى ضعيفة ومحدودة بل إن البعض منها يحتاج إلى فتح تحقيق حول ظروف وملابسات صدورها !
لذلك فإننا نتوجه إليكم من خلال هذه الرسالة المفتوحة لنخاطب فيكم وجدانكم وضميركم و إنطلاقا من صلاحياتكم القانونية والدستورية لتحريك المياه الراكدة والحرص على سيادة القانون وتحقيق العدالة والقطع مع الإفلات من العقاب في جرائم الفساد المالي لتساهموا من موقعكم في تخليق الحياة العامة وبناء دولة الحق والقانون.
                                                     محمد الغلوسي :رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام