الخميس 28 مارس 2024
منبر أنفاس

ماذا لو عشنا من دون انتخابات؟

ماذا لو عشنا من دون انتخابات؟

لا أظن أنها ستكون نهاية العالم.. الآن، و بعد أن كشفت اللعبة و تعرت، لن يتغير أي شيء.. ربما سنعيش حياة أفضل. هذا ما يتخيل إلي الآن و بعد أن ارتشفت قهوة الصباح فبدا لي العالم في أحسن حاله..!

ربما سنصرف النظر عن أمور شتى، لن نهدر وقتنا في الاهتمام بما قال فلان و بما رد عليه فلان من الحزب الآخر، لن نهتم بعد ذلك بما سرقه هذا و ذاك، سنتجنب تلك الصراعات الانتخابية العقيمة التي لا تجلب سوى الكراهية و البغضاء.. ربما سنهتم بما يعود علينا بالنفع بدل الخوض في نقاشات هي في الأصل "كبيرة" علينا نحن " الدراوش"...

سيوفر المنتخبون أموالهم المهدورة في حملات انتخابية بشعارات كاذبة وزائفة، و ستوفر الدولة أموالا طائلة كتلك التي تتفقها على أشخاص لا ينتجون سوى "الكذب". ستعيش أموال ضرائبنا في مأمن عن جشع أصحاب البطون الضخمة كتلال قاحلة.. لا تشبع مهما دسوا فيها من أموال الفقراء المنهوبة.

سنتحرر كذلك من وصاية أشخاص ظنوا أنهم يمثلوننا و في الأصح، هم لا يمثلون حتى أنفسهم..

حتى صناديق تقاعدنا، ستعرف هي الأخرى طريقها نحو الفرج، ستتخلص من إهدار أموال طائلة لأناس ظلوا نائمين فوق كراسي وثيرة، يلعبون الورق أو يداعبون هواتفهم الذكية التي منحت لهم مجانا و من أموالنا نحن الفقراء..

يقترب موعد الانتخاباتو يزداد توجسنا من تكرار تلك الأسطوانات البليدة الداعية إلى التغير و العقلنة و الترشيد. يحز في أنفسنا أولئك الرجال الذين "يتواضعون" فيقتربون منا؛ بعدما كانوا قد أخذوا مسافة أمان كافية؛ من أجل التوسل و التسول. نشفق لحالهم مستحضرين ما جاء في القرآن " ..و أما السائل فلا تنهر...".

جربوا أن تعفونا و لو مرة من هذه المسرحية، نقيم الوضع ثم نقرر بعد ذلك.. و إذا ما قدر الله علينا أن نعيشها، فلا مراد لقضاء الله و قدره.. سنصبر و نحتسب.