الأحد 28 إبريل 2024
خارج الحدود

الغابون تحبس أنفاسها في انتظار نتائج الإنتخابات الرئاسية هذا اليوم

الغابون تحبس أنفاسها في انتظار نتائج الإنتخابات الرئاسية هذا اليوم

انتقد مراقبو الإتحاد الأوروبي في الإنتخابات الرئاسية الغابونية بشدة "غياب الشفافية" في العملية الانتخابية، عشية إعلان النتائج الرسمية، بينما دعا المعارض جان بينغ الشعب إلى "الدفاع بكل الوسائل عن "فوزه" الذي كان أعلنه.

وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي النائبة الأوروبية البلغارية ماريا غابرييل أمام صحافيين في ليبرفيل: "أهنئ الناخبين الغابونيين الذين عبروا عن إرادتهم الديموقراطية في عملية افتقرت مجرياتها الى الشفافية".

وقال المراقبون الأوروبيون إن "البعثة تأسف لغياب الشفافية في هيئات إدارة الانتخابات وفشلها في تزويد الأطراف المعنية بالمعلومات الضرورية، مثل قائمة انتخابية وقائمة مراكز الاقتراع". من جهة أخرى، أشارت بعثة الإتحاد إلى عدم التوازن في تغطية وسائل الإعلام الوطنية لصالح الرئيس المنتهية ولايته.

وبعدما أعلن الأحد أنه "انتُخب"، أكد اليوم بينغ (73 عاما)، وهو خلاسي صيني-غابوني تولى حقائب وزارية عدة أبان حكم الرئيس السابق عمر بونغو، وترأس سابقا مفوضية الإتحاد الافريقي، أن الشعب "سيدافع عن فوزه بكل الوسائل".

وقال إن "الشعب الغابوني الذي احتشد في شكل كبير (...)، والذي أوصلني إلى سدة رئاسة البلاد لن يقبل لانتصاره أن يسلب". وأكد أن الشعب "سيدافع بكل الوسائل عن الانتصار الذي تسعى الصقور المدنية والعسكرية إلى سلبه".

وتساهم هذه التصريحات في تغذية مناخ الخوف من العنف بين السكان بعد إعلان النتائج، رغم أن العاصمة استعادت اليوم نشاطها المعتاد، بعد يومين بدت فيهما ليبرفيل أشبه بمدينة أشباح، مع التزام السكان منازلهم.

ولم تكن أي تدابير كبيرة لقوات الأمن مرئية في المدينة. لكن الجميع يحبسون أنفاسهم قبل اليوم الثلاثاء، اليوم الحاسم، بحيث يرتقب أن يعلن وزير الداخلية باكوم موبيليه-بوبييا النتائج الرسمية للإنتخابات الرئاسية التي جرت في دورة واحدة السبت، اعتبارا من الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي (16,00 ت. غ).

وعبر أناتول عن قلقه، وقد جاء إلى مخزن صغير لشراء بعض المؤن "تحسبا لأي طارىء". وهو يخشى، على غرار عدد كبير من مواطنيه، أن تندلع اضطرابات فور الإعلان عن النتائج، مثلما حدث أثناء الإنتخابات السابقة العام 2009 بعد وفاة عمر بونغو الذي قاد طيلة 41 عاما هذا البلد الصغير الغني بالنفط، والذي يعد 1,8 مليون نسمة في وسط إفريقيا.

وكانت المعارضة احتجت على فوز نجله علي بونغو، مما ادى الى اندلاع اعمال عنف دامية خاصة في بورت جنتيل، العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث تم إحراق قنصلية فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.

وقد أوصت سفارة فرنسا الأحد الرعايا الفرنسيين في الغابون "بتجنب التنقل، إلا في حال الضرورة، والبقاء على اطلاع على الوضع". وفي ظل وضع اقتصادي واجتماعي متوتر مرتبط بخفض الموارد المالية الناجمة عن تدهور أسعار النفط، يتخوف كثيرون من سيناريو مماثل لما حصل العام 2009، في الايام المقبلة.

ولفت كاتب افتتاحية صحيفة "لوماتان ايكواتوريال" إلى "إن تصريحات الفريقين بالفوز بعد الإقتراع قد تفتح الطريق أمام فترة مضطربة، وحتى صب الزيت على النار وإشعال الوضع اذا لم يستدرك الفاعلون السياسيون والغابيون الوضع".

وطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان من جميع الغابونيين "القبول بنتيجة صناديق الإقتراع، وتسوية أي خلاف بالوسائل القانونية والدستورية المتوفرة". ودعا "جميع الفاعلين المعنيين إلى عدم التحريض أو المشاركة في أعمال عنف".

كذلك، ندد وزير الداخلية الأحد بتصريحات بينغ، معتبرا أنها "محاولة تلاعب بالعملية الديموقراطية"، مذكرا بأن النتائج الرسمية التي ستعلن الثلاثاء هي الصحيحة.

وأمام تسارع بينغ، لعب الرئيس ورقة الهدوء والشرعية. وقال علي بونغو أمام أنصاره الأحد: "إننا شرعيون، ونحن جمهوريون. لذلك ننتظر بهدوء أن تعلن اللجنة الإنتخابية نتائج الإقتراع". لكن المتحدث باسمه الن كلود بيلي-باي-نزي اكد مجددا أن بونغو "يحتل الطليعة مع تقدم لا يعد ممكنا عكسه".