اختار عمر القزابري، إمام مسجد الحسن الثاني،أن يسجل حضوره بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، من خلال إطلالة له بالفضاء الأزرق تحت عنوان:"في ظلال الذكرى المجيدة".
القزابري الذي كان مؤخرا في عمق السجال الإيديولوجي بشان العري وحرب ابي النعيم ضد القناة الثانية ، التقط أنفاسه بهذه التدوينة ، بعد أن رصد الإعلام -ونحن منه- تحوله المدروس الى تغذية المعارضة الدينية للمجتمع والدولة .
اختار القزابري أن يذكرنا بأيام الله،"من أيام المغرب المجيدة"، بلحظة "الالتحام الكامل بين العرش والشعب.
ذكر في هذا التذكير،"أب الوطنية الملك المجاهد المبارك محمد الخامس طيب الله ثراه"،ولم ينس"من أبطال تلك الملحمة كذلك جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله تعالى".
ويضيف، في سياق ربط الماضي بالحاضر،والحاضر بالماضي:" وها هو سليل المجاهدين محمد السادس نصره الله وايده، يواصل المسيرة، مسيرة البناء والنماء".
ثم يبتهل القزابري الى الله،"ان يرحم الملكين المجاهدين محمد الخامس والحسن الثاني، وأن يحفظ وارث السر جلالة الملك محمد السادس بحفظه،ويتولاه بعنايته..".
أكيد أن كل هذا التذكير بأدوار هولاء الملوك في التحرير والبناء ،جميل. والدعاء لهم جميل. والسخاء في الدعاء لوارث السر جميل.كل هذا من أواصر المحبة الجامعة للمغاربة،ونقول: هل من مزيد؟
لكن ما لم نستسغه من القزابري كفاعل ديني، هو تجاهل الصفة الدينية/الروحية للملك.لماذا هذا الشح في اضافة "أمير المؤمنين"،إلى "جلالة الملك"،في الوقت الذي كان فيه سخيا في الدعاء للسلطة الزمنية ؟
ان القزابري وهو يلتقط أنفاسه من خلال إطلالة هذه التدوينة، يضعنا بهذا التجاهل للصفة الدينية لمحمد السادس، في خلفية التصور الأصولي كوصي على الدين، والذي لا يرى مانعا من التحالف مع السلطة الزمنية للملك،على هذا الأساس.
إن الأمر فيما يظهر أبعد مما ذهب اليه خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، من احتكار البعض للحقيقة الدينية في مواجهة الآخر .
نحن الآن أمام نفس الترسيم الوهابي لثنائية الدولة والدعوة، في الشقيقة السعودية.وهذه مهمة من يوصف بالمعتدلين من الأصولية. ولعل القزابري المغراوي أحدهم.
سياسة