تعكس مجموعة من الأوضاع القائمة حاليا بالمجتمع "الاسرائلي"، حجم الازمة التي يعيشها هذا الكيان. وان واقع حال دولة "اسرائيل" يؤكد تزعزع مجموعة من الثوابت التي تاسست عيها في اواخر القرن العشرين ومن بينها زكيزتين أساسيتين هجرة اليهود لأرض فلسطين و ركيزة اقتصادية توفر الرفاه للشعب حتى لايفكر في الهجرة المعاكسة.
- أزمة الأمن "بإسرائيل"
تعيش إسرائيل أزمة أمنية واقتصادية وتُفاقمها فوضى داخل الاروقة السياسية، كلها تعكس اضطرابا اجتماعيا حقيقيا في "إسرائيل"، وتعمل ليل نهار من اجل تصريف ازماتها الداخلية نحو الخارج، وبالخصوص اتجاه دول العالم الثالث والمتخلفة، أي داخل المنطقة العربية قصد اثار النعرات والقلاقل لتغطية ازماتها الداخلة. ولقد عكست السياسات المتعجرفة للحكومات التي تعاقبت على حكم "إسرائل" ضعف شديد في توفير الامن للمواطن الاسرائيلي. "وكان للإنتفاضات في فلسطين الاثر العميق على الامن "الصهيوني" واليوم اشعرت الهبة الشعبية الفلسطينية المستمرة الاحتلال بنوع جديد من اللاأمان حتى بات كل صهيوني في مناطق الضفة الغربية يشعر بالقلق من السير في الشارع او الجلوس بمقهى. وهذا نتاج وجوده في كيان مغتصب وتنفيذ المستوطنين والجنود على السواء الاعتداءات المتكررة" .
- إسرائل والهجرة المعاكسة
كشفت دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل حول نسبة من يسافر من "الإسرائيليين" خارج فلسطين، وحتى لو لم تكن هذه الهجرة دائمة او تدخل في الهجرة اليهودية المعاكسة فإن الارقام الكبيرة من المسافرين تدل على هروب ولو مؤقت من اوضاع امنية واجتماعية صعبة. ونشر موقع "المصدر" الإسرائيلية أنه غادر أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون إسرائيلي في الاشهر الماضية نحو وجهات اخرى أمنة. وهو ما شكل ارتفاعاً نسبته 14.9% مقارنة بالعام الماضي. وفي شهر يوليوز وحده غادر حوالي 831.000 "إسرائيلي"، ولقد شهدت الاشهر الاخيرة تراجعا بنسبة 38% في معدلات هجرة اليهود إلى "اسرائيل". وقد اظهر دراسات أن 59% من اليهود في "إسرائيل" يفكرون بالتوجه إلى سفارات أجنبية لتقديم طلبات للحصول على جنسيات أجنبية، و78% من العائلات اليهودية أبدت دعم أبنائها للسفر إلى الخارج، حيث هناك 1.5 مليون إسرائيلي يحملون جوازات سفر أجنبية. وأشارت الاحصائيات الصهيونية الحديثة ان نسبة الفقر تتخطى 22%. بحيث خرجت مجموعة من المظاهرات، سواء بسبب الازمة الاقتصادية أو العنصرية على اليهود من أصول إفريقية.
منبر أنفاس