الخميس 25 إبريل 2024
خارج الحدود

الضربات الجوية ضد سوريا: كيف تآمرت فرنسا ضد الشعوب المستضعفة..

الضربات الجوية ضد سوريا: كيف تآمرت فرنسا ضد الشعوب المستضعفة.. الأستاذ عبد الإله حبيبي والرئيس الفرنسي ماكرون، وبينهما مشهد لدمار سوريا

.. ويأتيك بالأخبار من لم تزود. هي حكمة طرفة بن العبد التي تستقيم الاستعانة بها من أجل الوقوف على حقيقة ما يكون بالأمس مقنعا ويُكشف مستوره فجر اليوم. ليس إلا لكون توالي الأحداث هو المحكمة الوحيدة التي لا تخشى أحدا وإن كان فرنسا المتشدقة على طول الخط باحترام مبادئ القيم والأخلاق الكونية، في حين تجد نفسها متناقضة، على طول الخط أيضا، مع ما تدعيه حين يتعلق الأمر بالتآمر ضد تصفية دولة ذات سيادة، أو تخريب عقيدة دينية بصناعة نقضيها الخبيث. كما يقول الأستاذ الباحث عبد الإله حبيبي في رصد دقيق واستنباطي لـ"مكر" بلد الأنوار وعزمه على بسط سحابات الظلام على سوريا. وفيما يلي ما توصلت به جريدة "أنفاس بريس" من حبيبي:

"دول بحجم مدارس فكرية، وتجارب حضارية، وإنجازات علمية، كانت دوما لا تكف عن مناداة العالم بالاستهداء بنماذجها التنموية، وأخلاقها العقلانية، ومناهجها الاجتماعية، هي اليوم رهائن مستسلمة، محتجزة في أقبية أسوأ فكر، وأقبح خيار سياسي تعرفه البشرية منذ الحرب العالمية الثانية وما تلاها من حروب على تطلعات الشعوب المستعمرة.

فرنسا التي تملأ العالم طنينا كلما رفع فيها صوت يخالف قيمها الفلسفية، حيث لا تتردد عن تسخير كل منابرها عندما تشعر بخطر "الظلامية" يتربص ببناتها وأولادها، تفبرك المناظرات والحوارات للترويج للخطر الأخضر القادم من شرق موغل في الغيب، هاهي الآن مكشوفة، مكتوفة الأيدي، تساق كحمل وديع إلى حظيرة المتآمرين على الشعوب المقهورة، تساهم في إنقاذ "براثن" الداعشية، تريد لسوريا حكما "همجيا" متخف تحت تلابيب إسلام شكلي، تريده التيارات الليبرالية الأنجليكانية بديلا لإسلام الفكر والحضارة والبناء، تريد قتل عصفورين بسم واحد، تصفية دولة ذات سيادة، عقلانية النهج والعقيدة، إلى جانب تخريب عقيدة دينية بصناعة نقضيها الخبيث، حتى تتخلص إسرائيل من كل منافس حضاري سياسي في المنطقة، وأن تظل وحدها جزيرة معزولة مقتطعة من الجنة الغربية وسط صحاري من الدويلات الغارقة في الطائفية والأوهام والممارسات الدموية باسم الدفاع عن الشرائع السماوية..

لاتهمني باقي دول التحالف الأخرى، هي بطبيعتها من جنس واحد، فرنسا التي رفض رئيسها شيراك المشاركة في العدوان على العراق زمن الرئيس الأمريكي بوش، لم تفرط في قيمها الأصلية عندما خطب فيلبان وزير خارجيتها في الأمم المتحدة مذكرا العالم أن فرنسا لن تسمح لنفسها بأن تكون ضد تاريخها ومبادئها وقيمها وثقافتها الإنسانية، ولقد جرت عليه هذه الخطبة وعلى شيراك سلسلة من الهجمات الليبرالية المتوحشة، وسارت فرنسا بعدها في تيار المسايرة مع ساركوزي الذي يجني الآن ما صنعته به هذه الأيادي عندما قرر أن يخرب ليبيا ويحرق أبناءها وثرواتها.... الظلام القادم من عواصم التنوير...يا للمفارقة وسخرية التاريخ..... هي الحقيقة التي تبررها المصلحة الآنية والصراع من أجل السيطرة على منابع الطاقة والخيرات في العالم وفي ذلك نقض لكل العهود والمبادئ والقيم التي ما فتئت فرنسا تتلفع بها في كل المحافل الدولية كهوية أخلاقية لها.".

ملحوظة: العنوان من اختيار هيأة التحرير