الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

محمد علي بوشيح: القطريون نهبوا أرضنا بالشاطئ الأبيض وشردوا شبابنا

محمد علي بوشيح: القطريون نهبوا أرضنا بالشاطئ الأبيض وشردوا شبابنا محمد علي بوشيح ومشهد من احتجاج شباب الشاطئ الأبيض ضد القطريين

في هذا الحوار يحكي محمد علي بوشيح، عضو تنسيقية شباب الشاطئ الأبيض - كلميم، تفاصيل وضع محمية قطر بالشاطئ الأبيض، وكيف كانت الأرض قبل أن يضع عليها القطريون اليد، وكذا أسباب النزاع بينهم وبين المسؤولين عن هذه المحمية.. كما يشير إلى تطور هذه القضية والإجراءات التي اتخذوها كتنسيقية، من أجل تلبية مطالبهم وفك اعتصاماتهم، وإخماد نيران غضب القبيلة المتضررة من قبل هذه المحمية:

+ ما حقيقة وضع محمية قطر بالشاطئ الأبيض، وما هو سبب غليان الشباب ضد هذه المحمية؟

- اسمح لي في البداية أن أسرد المراحل الأولى لهذه المحمية، حيث كانت الأراضي التي تقع فوقها المحمية تعود لقبيلة الشرفاء أولا بوعيطة، بعدها تم استقدام مؤسسة إسبانية تدعى "فاديسا"، والتي كانت ترغب في الحصول على وعاء عقاري يقدر بـ 700 هكتار من أجل إقامة محطة سياحية في عام 2007، وتمت المفاوضات مع القبيلة. وبعد أخذ ورد، تم فك الاعتصامات التي قمنا بها آنذاك بعين المكان، كما قدمت لنا وعود من طرف السلطات، مفادها تمكين القبيلة من امتيازات وأسبقية لفائدة أبنائها. وقد تم توثيق هذه الوعود في محاضر رسمية، وهو ما جعل القبيلة تقتنع بتسليم أرض مساحتها 700 هكتار في محضر رسمي في عام 2008، حيث تنازل وكيل القبيلة عن هذه الأرض مقابل مجموعة من الوعود. وبعد الأزمة المالية التي عاشتها إسبانيا، تسلمت الدولة هذه الأرض، أي 700هكتار، وأضافت إليها هكتارات أخرى، وبعد رفع تعرض القبيلة على هذه الأرضي قامت الدولة بتحفيظها، بعد تسوية بعض التعرضات الجزئية، حيث سلمت لأصحابها تعويضات هزيلة. والمثير أن وعود تحقيق التنمية ومنح القبيلة الأسبقية وتمكينها من امتيازات كانت مجرد وعود كاذبة، فلا شيء تحقق منها إلى حدود اليوم، وقد راسلنا النائبة البرلمانية الموذن عن الشاطئ الأبيض، والتي طرحت سؤالا كتابيا على وزير الإسكان، فكان جوابه بأنه لا علم له بوجود تجزئة بالشاطئ الأبيض، نافيا وجود أي علاقة لوزارته بالملف، وقد كان هذا سنتي 2007/2008. وبعد تصفية الوعاء العقاري أضحت الأرض تابعة للأملاك المخزنية، وظل السكان يقطنون بالأرض ويحرثونها.. لكن بعد حلول مؤسسة قطرية عام 2015 إلى الشاطئ الأبيض من أجل إنجاز إقامة لأمير قطر ومحمية، حيث بنى قصره بعين المكان، وقد رحبنا بالمؤسسة، وحاولنا جاهدين إزالة مختلف العثرات التي تعترض وجود المؤسسة القطرية وتهدئة غضب الشباب وإيجاد حلول ودية. وبعد اكتمال المشروع حلت المؤسسة القطرية التي ستشرف على تربية الحبار، وحينها قدمت لأبناء المنطقة وعودا بالتشغيل من طرف مسؤول قطري اسمه أبو علي. لكن بعد اكتمال البناء تم تنقيل المدعو أبو علي، وعينت المؤسسة القطرية مدراء جدد، والذين تنكروا لوعود أبو علي، وقالوا لنا بالحرف: "احنا ما عندنا هنا مكتب تشغيل.." بل الأنكى من ذلك أنهم قاموا بجلب يد عاملة من خارج المنطقة .

+ لكن البعض يقول إن بعض التخصصات المطلوبة من طرف المسؤولين القطريين عن المحمية توجد في مناطق أخرى ولا تتوفر في منطقتكم؟

- اسمح لي.. هل تظن أن السائق مثلا غير موجود بالشاطئ الأبيض، علما أن المنطقة تضم شبانا حاملين لدبلومات في الميكانيك، والكهرباء، وغيرها.. وكي أوضح، ففي البداية تم جلب 4 أشخاص للعمل من خارج المنطقة، ولما احتج السكان قاموا بعدها بجلب 11 عاملا من أكادير والصويرة.. وهو ما أشعل غضب أبناء عمومتنا الذي قاموا باعتصام في المنطقة، وبعد تدخل قائد المنطقة ومسؤولين من السلطات المحلية تم فتح الحوار مع المعتصمين، وتم استقبال 4 من المعتصمين من أجل التفاوض، وبعدها اتصلوا بي ليلا، حيث قدمت للسلطات معلومات تهم تخصصات أبناء المنطقة ومستوى تكوينهم، لندخل بعدها في دوامة من الوعود والتماطل، والتي أشعلت غضبنا من جديد، فقررنا الخروج للاحتجاج ضد المؤسسة القطرية بمشاركة جميع أبناء القبيلة صغارا وكبارا، حيث عبرنا عن احتجاجنا على استغلال القطريين لأرضنا من أجل الاستثمار، دون أن يستفيد من ذلك أبناء المنطقة. ولما خرج مدير المؤسسة القطرية لملاقاة المحتجين خاطبهم قائلا: "أنا ما عندي مكتب تشغيل.."، وهو الكلام الذي لم يرق لنا، فقررنا الاعتصام بعين المكان، كما أسسنا تنسيقية للشباب لتنظيم الاعتصام، والتحقت بنا نساء المنطقة، فحلت السلطات المحلية في شخص رئيس الاستعلامات العامة بكلميم ورئيس دائرة كلميم وقائد الشاطئ الأبيض ومسؤول بالدرك الملكي، وتدخلت من أجل تهدئة الوضع، ودعونا إلى تشكيل لجنة لمحاورة السيد الوالي لكي يكون هو الوسيط في علاقتنا بالقطريين. وفعلا اقتنعنا بأهمية الحوار في حل هذا الخلاف، حيث استقبلنا والي جهة كلميم في شهر فبراير2018، ورحب بنا وأخبرنا بأن هؤلاء أجانب ولا دخل لنا في الموضوع، ومثل هذه الملفات تتدخل فيها القنصليات، وعرض علينا الوساطة في علاقته بأحد الشيوخ القطريين، وتدخل المسؤول عن المحميات القطرية بالمغرب بدوره، لكن للأسف، ها هي قد مرت حوالي شهرين دون أن نلمس أي شيء على أرض الواقع.

+ القطريون يقولون إن المحمية تابعة للأملاك المخزنية ولا تعود للقبيلة، ما رأيك؟

- لقد سبق لي أن أوضحت لك الوضعية العقارية لأراضي المنطقة، وكيف تم أخذها منا، فهي تعود للقبيلة قبل أن تكون أراض مخزنية..

+ هناك من يقول إن القطريين ساهموا في تشييد الطرق ومد قنوات الماء الصالح للشرب إلى منازل المنطقة ..

- لقد قاموا بمد قنوات الماء الصالح للشرب إلى بضع منازل فقط بالقرب من محمية أخرى تابعة لهم بدوار اكجدال. وكي نكون منصفين فهذا المكان لا توجد به منازل.. وأذكر أن المحاضر التي وقعناها مع السلطة تتضمن مجموعة من الشروط من بينها إعطاء الأسبقية لأبناء المنطقة في التشغيل، أي تخصيص نسبة 75 في المائة في التشغيل لأبناء المنطقة، وهو الشرط الذي لم يتحقق لحد الآن.