الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

وديع مديح: المواطن المغربي يستهلك موادا لا تخضع لمعايير الجودة والسلامة

وديع مديح:  المواطن المغربي يستهلك موادا لا تخضع لمعايير الجودة والسلامة وديع مديح
على خلفية ما أثارته قضايا بعض المواد ذات الاستهلاك الشعبي الواسع كالشاي، والدجاج الأبيض، وغيرها من ردود فعل مقلقة نظرا لما باتت تشكله من مخاطر و تهديد للصحة والسلامة بسبب ما تحتويه من مواد سامة.
واعتبر وديع مديح، الكاتب العام للجامعة الوطنية لجمعيات حماية المستهلك، في حديث أجرته معه "أنفاس بريس"، أنه إذا أخذنا بداية موضوع الشاي على سبيل المثال الأمر لا يتعلق بدعاية أو دعاية مضادة ما دمنا أمام نتائج تحاليل علمية تحدد واقع هذه المادة بالملموس وتعطينا معطيات علمية تثبت احتواء هذه المادة فعليا على مخلفات لمبيدات الحشرات،فهنالك أدلة حقيقية، وليس هنالك ما يثبت العكس، وكذلك الشأن بالنسبة النعناع الذي يجري الحديث كثيرا على أنه يتوفر هو أيضا على بقايا المبيدات.
فينبغي أن نعرف في هذا الإطار بأن هنالك نوعين من النعناع بالنسبة للمستهلك:من جهة يوجد الطرف الأول الذي هو المستهلك الأجنبي، وخصوصا الأوروبي الذي توجه إليه سنويا 8 آلاف طن من النعناع المغربي الخاضع للمعايير الأوروبية بحيث من اللازم أن يستجيب النعناع لهذه المعايير على اعتبار أن الدولة في تلك البلاد تحمي مواطنيها والا سيرجع النعناع المرفوض الذي لا يخضع للمواصفات القانونية المطلوبة إلى المغرب ويكون عرضة للاستهلاك المحلي.
ومن جهة أخرى يوجد الطرف الثاني الذي هو المستهلك المغربي الذي يقتني النعناع المتوفر بوفرة في السوق، لكن لا يخضع لأية معايير، خاصة وأنه يكون مشبعا بملوثات مثل (دوا الفار) وأدوية مماثلة أخرى سامة ومضرة، بحيث أن النعناع يمر مباشرة من الحقل إلى البراد دون مراقبة جودته وسلامته ،وهذه المراقبة يجب أن تبدأ من الحقل أساسا لأن هنالك من يسقي النعناع من الواد الحار أو المياه العادمة إلى جانب نباتات و مزروعات أخرى كالقزبر والمعدنوس وغيرها..
ولهذا، يؤكد محدثنا على النقطة المتعلقة بالمراقبة وضبط الأمور بشكل دقيق وعلمي لتجاوز السقوط في بعض التناقضات، كما وقع عندما عزت وزارة الفلاحة أسباب" زروقية" أضحية العيد في السنة الماضية إلى طريقة الذبح غير السليمة ، ثم تأتي في السنة الحالية لتقول في بلاغ جديد بأن الأمر يتعلق بأنواع العلف المستعملة وتطلب"أونصا " من الكسابة المبادر ة بتسجيل رؤوس الأغنام في سجل خاص لمراقبتها وتتبع حالتها وأنواع العلف المستعمل في تسمينها استعدادا لعيد الأضحى المقبل.