يستغرب المتتبعون لاسترسال أحمد العمراني، الخطيب والواعظ بطنجة، في ضخ الفضاء الأزرق بمضمرات إسقاط الحالة التركية على المغرب، بخلفية الاستثمار في الميزان الإنتخابي لبنكيران، وقد سبق أن رأيناه يذهب بهذه العملية إلى منتهاها، بسب زعيم حزب "البام".
حيث ما زال مصرا على هذا الإسقاط، بمراوحة الخطو بين إخوان تركيا ومصر؛ يعدد مناقب أردوغان، وبتعليق: "خلي الكلاب تنبح". ويمسح على جرح عقدة السيسي لمرسي، مع التلويح لنا في المغرب - بما يشبه التهديد - بما اهتدى إليه "الإخوان"، عقب سقوط مبارك، من التساؤل القرآني: "لمن الملك اليوم"؟، وبتضمين إسقاط الآخرة على دنيا الإخوان: "لله الواحد القهار"!.
إصرار العمراني على الدوس،على الحياد المفترض لمنتسبي الخطط الدينية - بهذا الإنخراط المكشوف في معادلة الصراع الإيديولوجي والسياسي، لصالح الحزب الحاكم - يدعونا الى الوقوف على أمرين:
1- لعله من المفترض في الخطيب والواعظ، وهو يسعى إلى الإصلاح بسلطة الكلمة، أن يكون لديه إحساس خاص باللغة، وبمنظومة القيم. وهو ملزم من موقع الائتمان على التأطير السليم للمواطنين، بمطلب نشدان الوضوح، وليس اللعب على الالتباسات، سواء على مستوى الخطاب والمفاهيم، أو على مستوى تباين مواقع الفعل.
ومن ثم لا يمكن لهذا الفاعل الديني أن يتحجج - كما فعل أحمد العمراني- بدعوى أن "حاكي الكفر ليس بكافر".
فهذا أمر مرفوض، ويتنافى مع تولي الخطط الدينية. وقد حسم فيه أسلافنا، قبل أن تمليه اليوم الاعتبارات التنظيمية.
وقد ختم قاضي الجماعة بغرناطة، أبو الحسن النباهي، الكلام في قبيل ما ادعاه العمراني، بقوله: "وقد قال الله تعالى، في قوم أضلوا غيرهم بمكتوبهم:فويل لهم مما كتبت أيديهم".
ونتمم هذا الاستشهاد، ما دام هؤلاء القوم يسعون أيضا، إلى تنمية أرصدة التهريب الديني: "وويل لهم مما يكسبون"!.
2- لقد تورط الخطيب العمراني في حملة انتخابية سابقة لأوانها لصالح بنكيران، ضد الياس العمري. ومع ذلك لم تتخذ وزارة الأوقاف - في حدود علمنا- أي إجراء في الموضوع، وهذا ما زاد في عنترية هذا الخطيب؛ ربما ليقينه بأن بنكيران يتحكم في تعيينات الحقل الديني.
وهنا نتساءل: هل مرد هذا التراخي إلى عطلة كبار مسؤولي الوزارة؟ أم مرد ذلك إلى تصدي هذا الخطيب، وبأسلوب القذف الذي تصدى به، إلى الياس العمري ،لما أكد هذا الاخير، في القناة الأولى على تورط بعض المساجد، في حملة التسجيل الالكتروني،لمنتخبي الحزب الحاكم؟
لن نرتب الآن أية خلاصة لهذا الكلام، بل سنتريث، وإن كان تخلف الادارة عن الموعد، في زمن "قيامة" بنكيران، سيذهب بجلال مقام إمارة المؤمنين !.
د