الخميس 21 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

أشرف طانطو: إلياس العماري على حق، البطالة تجر للتطرف.. والمقهى، العلاقات الحميمية تحتاج للشغل والمال

أشرف طانطو: إلياس العماري على حق، البطالة تجر للتطرف.. والمقهى، العلاقات الحميمية تحتاج للشغل والمال

شيء جميل أن ندلو بدلونا في قضايا معينة، ونحاول تحليل فيديو، صورة أو خطاب سياسي ما...

فهذه أمور صحية تخلق الوعي والتراكم المعرفي مع الوقت، لنزداد أكثر خبرة ورصانة....

لكن الأجمل أن نحلل الفيديو كاملا دون تقطيع أو بتر، وبموضوعية وعقلانية كبيرة، حتى نلامس الجزء الأكبر من الحقيقة النسبية.

قبل أيام تم تداول مقطع فيديو، للسيد إلياس العماري، على نطاق واسع على موقع الفيسبوك وغيره من شبكات التواصل الإجتماعي الأخرى .

محتوى المقطع، المبتور، أن إلياس العماري يقول بأن الشباب العاطل فرصته قليلة في العلاقات الحميمية كون الفتيات يتطلبن المال والأناقة حتى يوافقن على مواعيد غرامية أو حتى صداقتية في المقهى، المطعم.... الشاطئ

هذا التصريح للرجل، جر عليه كثيرا من التندر والسخرية، وأحيانا أخرى السب والشتم والقذف من منطلقات أخلاقوية شعبوية...

في حقيقة الأمر لو استمع هؤلاء، وأغلبهم من الباجدة والسلفيين، للتصريح الكامل للسيد العماري وأعادوا الإستماع مرارا وتكراراً للفيديو كاملا من دون بتر أو حذف....

لوجدوا أن السيد إلياس على حق وكان على صواب في المعنى العام لتصريحه، فالبطالة أو تجار الدين والحركات الإسلامية الإرهابية تجند الشباب العاطل عن العمل وتغريه بالمال والشهادة والقرب من الله....

وببحث سريع عن بروفايلات المهاجرين لداعش من المغاربة سنجدهم شباب عانى من التهميش الإجتماعي الإقتصادي، فكان صيدا سهلا، بسبب تدين هش شعبوي، في يد الإرهابيين....

وبالعودة لمقطع الفيديو، المثير للجدل، لإلياس العماري، فحتى لو افترضنا أن ذلك هو التصريح الحصري والكامل للسيد إلياس، فإن الرجل على حق وكلامه واقعي جدا...

فلنكن واقعيين، اليوم إن لم يكن لك المال وإمكانيات مادية لشراء الملابس الأنيقة، سروال الجينز مثلا كما قال العماري، والجلوس في المقاهي فإن حظوظ الإرتباط بفتاة جميلة أنيقة تكاد تكون منعدمة إن لم نقل مستحيلة....

وحتى لا أتهم بالذكورية والإساءة للنساء، يجب التأكيد على أن الشروط المادية للمصاحبة والعلاقات العاطفية، ليس لكون المرأة أو الفتيات أصبحن ماديات كما يروج لذلك البعض وبشعبوية وجهل كبيرين، بل لأن الحياة أو العصر الذي نعيش فيه أهم ميزاته وسيماته المادية والإستهلاك والمظاهرية...

فلا يمكنك سواء أ كنت رجلا أو امرأة، أن تجلس في مقهى، مطعم، حانة، سينما، أن تقوم بالسفريات لأماكن جميلة إن لم يكن لك المال وتتوفر على وظيفة أو مصدر رزق قار....

إلياس العماري عالج موضوعا مهما، هو شبح البطالة الذي يخيم على شباب المغرب ويجثم على أهم ميزة لمرحلة الشباب ألا وهي الأمل والعطاء والإنتاج.

كان على منتقديه طرح، إمكانية فتح حوار وطني شامل وموسع للناقش وبمسؤولية كبيرة حول معضلة البطالة والعطالة والحرمان الإقتصادي_الإجتماعي سببا كل الموبقات والإنحرافات المجتمعية ومحرك التطرف وموجه بوصلة الشباب  نحو الإرهاب والذبح...

بالمناسبة، في الكلمات المتقاطعة نجد حل الكلمة التالية : حظ فقير هو "فتاة".

‏نعيش في زمن الماديات والبطالة تقتلل أيها الباجدة...