الاثنين 25 نوفمبر 2024
جالية

مغاربة العالم يرصدون مشاكل الهجرة ويفضحون الأوهام التي خلقتها الجزائر

مغاربة العالم يرصدون مشاكل الهجرة ويفضحون الأوهام التي خلقتها الجزائر مشاركون في الندوة في صورة جماعية مع العلم المغربي

في ندوة نظمتها وأطرتها فعاليات جمعوية من مغاربة العالم، وهي شبكة الجمعيات المغربية بإيطاليا والفيديرالية الإفريقية بطوسكانا والفضاء المغربي الإيطالي للتضامن ومركز اللاجئين بطريفيزو، وشاركت فيها فعاليات أخرى من إيطاليا وبلجيكا وفرنسا والسينيغال والبرازيل. وتنويرا وتحسيسا للمنتدى الاجتماعي العالمي بالقضايا الإنسانية كالهجرة واللجوء، التي تسائل الضمائر الحية في العالم للتدخل، تطرقت الندوة بشكل مستفيض لثلاثة محاور أساسية: أولا، الهجرة ليست مشكلا بل حل لبلدان الاستقبال. ثانيا، مقارنة بين وضعية اللاجئين في أوروبا وفي مخيمات الصحراويين بالجزائر: لماذا لا تتمتع ساكنة مخيمات تندوف بالجزائر ببطاقة لاجئ؟ ثالثا، لماذا تطالب إيطاليا بتعديل اتفاقية دوبلينو حول اللجوء وإعادة توطين اللاجئين؟

وتمكن المشاركون من متابعة عرض حول اللجوء في أوروبا، وخاصة في إيطاليا، قدمه مدير مركز للاجئين في تريفيزو بإيطاليا، عبد الله خزراجي، الذي سلط من خلاله الضوء على التحديات الجديدة التي تواجهها إيطاليا إثر موجة الهجرة غير المسبوقة التي تعرفها أوروبا منذ 2016.

وفي المحور نفسه، أبرز يحيى المطواط، رئيس الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن، مزايا الهجرة بالنسبة لبلدان الاستقبال، والمساهمات المتعددة الأبعاد للمهاجرين اقتصاديا، وماليا، واجتماعيا، وثقافيا. وضرب مثالا لمشاركة هامة في بلدان المهجر لشخصيات من أصول مغربية في الحياة السياسية الأوروبية كنجاة بلقاسم مستشارة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ووزيرة التعليم.

أما ياسين بلقاسم، المنسق الوطني لشبكة الجمعيات المغربية بإيطاليا، فقد عقد في المحور الثاني مقارنة بين وضع اللاجئين في أوروبا وحالة الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف بالجزائر. وفي هذا الإطار، أبرز أن "مفهوم اللاجئين الصحراويين ليس سوى صناعة وهمية خلقتها الجزائر بهدف جعلهم أداة للاحتجاج على استرجاع المغرب لصحرائه بعد إبرام اتفاق مدريد بين المغرب وإسبانيا سنة 1975". وخلص ياسين إلى أنه في الوقت الذي تحترم فيه أوروبا التزاماتها تجاه اللاجئين، فالوضع ليس كذلك في تندوف، حيث يتعرض المحتجزون لكل أنواع الابتزاز والترهيب والتشتت الأسري والتجنيد الذي لا يستثني حتى الأطفال، بالإضافة إلى العمل القسري والاستغلال الجنسي والرق والعبودية. وطالب بضغط عالمي على الجزائر حتى تمكن ساكنة المخيمات من التمتع بحقوق اللاجئين كما تنص عليه اتفاقية جنيف.

وقدم الأستاذ الجامعي والصحافي الإيطالي، ماسيميليانو بوكوليني، مقتطفات من كتابه الذي ألفه بشكل مشترك مع الصحافي، أليسيو بوستيليوني، "الصحراء: صحراء المافيات والجهاد" أن وجود مخيمات تندوف لا يشكل تهديدا لاستقرار منطقة الساحل والصحراء فحسب، بل حتى لأوروبا. وقال بوكوليني إن "وجود مخيمات تندوف وميليشيات مسلحة للبوليساريو المرتبطة مع منظمات جهادية يشكل تهديدا للاستقرار"، على اعتبار أن هذه المخيمات يمكن أن تكون بمثابة مشاتل للتجنيد. وبذلك فإن "التداخل بين أنشطة المنظمات الإجرامية والإرهابية والانفصالية يطرح إشكالية، وذلك بالنظر لما له من تأثير مباشر على أمن المنطقة وعلى أوروبا أيضا". وفي هذا الصدد، أشار الخبير الإيطالي إلى التواطؤ الحاصل بين الجماعات الإرهابية وجبهة البوليساريو، كما يتضح ذلك من خلال اختطاف مواطنتين إيطاليتين من مخيمات تندوف ومن جنوب الجزائر من قبل جماعات إرهابية، تضم أعضاء سابقين من جبهة البوليساريو. ولاحظ أنه في ظل سياق أمني هش يتسم بتزايد التهريب بجميع أشكاله، وبتوسيع نطاق الهجرة غير القانونية في الآونة الأخيرة التي تسيطر عليها منظمات إجرامية أوروبية وإفريقية، فقد بات "من الضروري أن تكون هناك منطقة مستقرة لصالح شمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا".

وشكلت الندوة فرصة لتدارس مختلف الجوانب المتعلقة بالهجرة واللجوء، تلتها مناقشة هامة من طرف العديد من المشاركين الجمعويين من فرنسا والسنيغال وإيطاليا وممثلين أفارقة ومغاربة عن نقابة المهاجرين بالمغرب المنضوية تحت لواء المركزية النقابية المغربية والمنظمة الديموقراطية للشغل.