الخميس 19 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

أحمد بلبهلول: أين الجامعة العربية مما يجري من دمار وتقتيل بدول انتمائها؟

أحمد بلبهلول: أين الجامعة العربية مما يجري من دمار وتقتيل بدول انتمائها؟

أين الجامعة العربية مما جرى و يجري من تقتيل ودمار وتقسيم ومؤامرات ومصائب بالدول العربية ...؟ أليس من حق الرأي العام العربي أن يتساءل عن الجدوى من وجود هذه الجامعة ما دامت غائبة و غير قادرة على حل النزاعات في الدول العربية؟ فلم نسمع عنها أنها تدخلت لإيقاف حرب، أو حل نزاع أو صلح ، أو تصدت لقرار جائر ضد دولة عربية كما وقع للعراق.

فبعد 13 سنة عن غزوه و احتلاله ، صدر مؤخرا تقرير ببريطانيا أدان طوني بلير متهما إياه بالكذب على الشعب والتضليل وفبركة المعلومات عندما إدعى أن الرئيس العراقي له علاقة بتنظيم القاعدة وأنه يتوفرعلى أسلحة دمار شامل و يعرقل عمل لجنة التفتيش الدولية، وهو يعرف أن كل هذه الإتهامات مفبركة وغير صحيحة علما أن القانون الدولي يمنع الإعتداء على دولة مستقلة، فبالأحرى غزوها واحتلالها وتدميرها وإعدام رئيسها وعدد من رموزها أمام أعين العالم. فماذا فعلت الجامعة العربية ؟ الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك ( كوفي عنان ) صرح بعد احتلال العراق بسنة و نصف أن هذه الحرب غير شرعية وغير قانونية ، تصوروا لو أن الجامعة العربية تحلت بالشجاعة وليس من عادتها طبعا، واستغلت تصريح كوفي عنان وتقدمت بدعوى قضائية لدى محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس الأمريكي ورئيس الحكومة البريطانية كمجرمي حرب، فلو فعلت ذلك لما كان العرب على هذا الحال اليوم ، وها هي فرصة أخرى أمامها  لتقوم بواجبها لرد الاعتبار للعرب " تقرير تشيلكوف".

طوني بلير اكتفى بالرد على هذا التقرير بأنه احتل العراق بحسن نية، احتلال دولة ذات سيادة عضو بالجامعة العربية آمنة مطمئنة، إعدام رئيسها تدمير منشآتها وبنيتها التحتية وقناطرها، قتل شعبها ،أطفالها ونساءها، هدم المنازل على رؤوس سكانها بآلاف الأطنان من القنابل العنقودية المحرمة والمحظورة دوليا وصواريخ "النبالم"، طمس مآثرها التاريخية ، سرقة نفطها، زرع الفتنة والنعرة الطائفية بين سكانها ؟ الخ ...

كل هذا كان في نظر رئيس حكومة بريطانيا العظمى، يا حسرة بحسن نية - يا سلام . فماذا كان سيفعل بهذا البلد لو كانت لديه سوء نية...؟

التقرير الذي استغرق إنجازه سبع سنوات لم يكن بدافع معاناة الشعب العراقي، بل كان بسبب 171 جندي بريطاني لقوا حتفهم في هذا الغزو. الغريب أن بعض الدول العربية لا زالت لحد الآن تفتح أبواب جامعاتها لهدا المجرم ليحاضر بها و يعطيها دروسا في الأخلاق، بمعنى أن 171 جندي عندهم أهم من تدمير أمة بكاملها، هذه هي أخلاقهم. فهل ستقوم الجامعة العربية - وهذا من حقها - بإعداد تقرير هن الخسائر البشرية والمادية بالعراق والمطالبة بتقديم المجرمين للعدالة الدولية مع تعويض عائلات الضحايا ...؟

ففي السادس و العشرين من الشهر الجاري وبطلب من مجلس الأمن سيصدر الأمين الخاص للويلات المتحدة على الظلم والإحتلال وتمزيق الدول العربية تقريرا عن قضية الصحراء المغربية ، فإدا كان طوني بلير دمر دولة بكاملها بحسن النية فإن " بان كيمون "  عبر قبل بضعة أشهر عن سوء نيته في قضية الصحراء المغربية. لهذا، على رئيس الحكومة المغربية أن يخلع الجلباب الحزبي والعمامة الدينية " و يلبس الشورط " حتى لوتطلب الأمر الإستعانة بالتماسيح والعفاريت، ويشمرعلى ساعديه وينسى التنافس على المقاعد و الكراسي والعتبة الإنتخابية ولوائح النساء والشباب والتقسيم الترابي، لأن قضية الوحدة الوطنية أكبر من ذلك بكثير وتحسبا لأي انزلاق خصوصا وأن المعني بالأمر أعطى رأيه مسبقا في هذا الموضوع.

نحن اليوم أمام تحديات كبرى والمغرب في حاجة إلى حكومة قوية قادرة على رفع التحديات وكسب الرهانات في القضايا المصيرية. فكفى من الخطابات الرنانة لبعض رؤساء الأحزاب بالقاعات المكيفة، و ملء البطون والرؤوس ب"الكافيار" والكؤوس بالفنادق المصنفة.