يوما عن يوم يتضح جليا أن القيادة الحالية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لا تترك الفرصة تمر دون أن تعبر عن "بيعتها" لبنكيران وحزبه. حقيقة أكدها البلاغ الأخير للمكتب السياسي للحزب ليوم أمس الاثنين 4 يوليوز 2016، والذي نوه بالنجاح الذي حققته مؤسسة "المشروع" في الأنشطة الاشعاعية التي نظمتها المؤسسة خلال شهر رمضان. وهي الأنشطة التي  كان من أبرزها استضافة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وما اثارته هذه الاستضافة من ضجة داخل البيت الاتحادي، واحتجاج العديد من اطر الحزب على  دخول القيادي الأصولي إلى عقر دار أبناء الشهيد عمر بنجلون، ومحاصرتهم له أمام مقر حزب الاتحاد الاشتراكي.

فالمكتب السياسي للحزب يعتبر اختراق بنكيران للبيت الاتحادي، نصرا يستدعي التنويه والتطبيل له، ووساما سياسيا يزين به صدر الاتحاديين. غير أنه عند العديد من القواعد الاتحادية يعد انبطاحا وبيعا لمبادئ الحزب وتقديم بيعة لبنكيران من أجل مكاسب انتخابية صرفة، لاسيما أن لعاب بعض أعضاء حزب الوردة تسيل من أجل الجلوس على كرسي الاستوزار، ويخيل لهم أن الطريق إلى كرسي الوزارة لن يكون إلا بكسب ود بنكيران والتمسح بأعتاب مصباحه، ولما لا بيع الاتحاد ومبادئه في سبيل ارتداء جلباب الاستوزار والتحالف مع حزب المصباح.. والحال أن التحالف ليس عيبا في السياسة، لكن العيب أن تتحالف المرجعيات المتناقضة تناقض النازية مع الديمقراطية وتناقض الفاشية مع التعدد.