Wednesday 30 April 2025
سياسة

جسدتها حالة تطوان: من أمر المجالس العلمية المحلية بتسخين الحملة الانتخابية للحزب الحاكم؟

جسدتها حالة تطوان: من أمر المجالس العلمية المحلية بتسخين الحملة الانتخابية للحزب الحاكم؟

 

نظمت الجماعة الحضرية بتطوان بشراكة مع جمعية شباب تطاوين للأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية، يوم الأحد 26يونيو 2016، ندوة ندوة في موضوع: أسرار العلم في الصيام
ومن الأسماء المشاركة في هذه الندوة الأستاذ  أحمد  بوزيان عضو المجلس العلمي بتطوان، حيث ساهم بمداخلة حول "رمضان شعيرة دينية وعيادة طبية".
هذه المشاركة أثارت اهتمام المتتبعين، خصوصا في هذا الزمن الانتخابي المحموم والمتقدم عن لحظات الحملات الانتخابية للاستحقاقات التشريعية المقبلة.
فالندوة بهذه المشاركة مثلت اصطفافا يجمع بين حزب العدالة والتنمية الذي يرأس الجماعة الحضرية،وبين الوهابية التي تؤطر الجمعية المذكورة، وبين المؤسسة الدينية التي يفترض فيها النأي بالنفس عن تجاذبات الزمن الانتخابي.
ولفهم مجريات هذا الاصطفاف، لا بد من التذكير بنشاط قبل هذه الندوة، إذ نظمت نفس الجمعية المذكورة مع جمعية الثقافة الإسلامية، وبدعم من الجماعة الحضرية بتطوان، وبترتيب من عضو المجلس العلمي المذكور، أمسية نهائيات  مسابقة  "مزمار تطاوين"لحفظ القرآن الكريم.
لذلك يمكن أن تسمح هذه المعطيات بتسجيل الملاحظات التالية: كيف يمكن قبول عدم قيام أعضاء المجالس العلمية بمهامهم الوظيفية لتحملات مجالسهم، مع الانخراط في المقابل، وباستعمال صفة الانتماء الى المؤسسة الدينية،في التمكين للرهان الأصولي وشرعنته، في مجالات العمل الثقافي والتعليم العتيق والتعليم الأصيل. .؟
ألا  يفرض مثل هذا الانفلات على الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، يقظة  التدخل بما يحفظ سمو رسالة ووظيفة مرجعية إمارة أمير المؤمنين في المغرب، خصوصا وأن تباشير تصريحات بعض الفرقاء السياسيين تتوعد البلاد من الآن، بما لا تحمد عقباه؟
إن أية محاولة لصرف النظر عن هذه الانفلاتات وما أكثرها في البلاد، سيزكي طرح من يرى ان للمجلس العلمي الأعلى رأيا سياسيا، مطابقا للتقدير السياسي للحزب الحاكم بخصوص مختلف أوجه الحياة العامة.
لذلك لن نجانب الصواب إذا ذهبنا إلى القول : ان مدخل حصانة المغرب يكمن في الانتصار لمنطق عمل المؤسسات. من هنا ضرورة الاحترام التام للتحملات التاريخية لوظيفة المرجعية الدينية في المغرب، بدون لف أو دوران!
نقول هذا القول حتى لا نجد انفسنا غدا أمام موقف مماثل للذي  قراناه لرئيس المجلس العلمي بالحسيمة في"الأحداث المغربية" عقب استحقاقات 2011 وهو يخاطب مجلسه:  "نهنىء أنفسنا بفوز العدالة والتنمية .! "