الاثنين 25 نوفمبر 2024
جالية

عائشة الكرجي: مغاربة العالم بإسبانيا يناضلون من أجل الوطن الأم ومشاكل الهجرة

عائشة الكرجي: مغاربة العالم بإسبانيا يناضلون من أجل الوطن الأم ومشاكل الهجرة عائشة الكرجي

تعتبر المغربية عائشة الكرجي من النساء المغربيات اللواتي يحملن في قلبهن الدفاع عن قضايا الوطن في بلاد المهجر، وخصوصا في إسبانيا.

الكرجي تمزج بين مسار عملي ناضل من أجل إثبات ذاته في إسبانيا وبين الدفاع عن حقوق المغاربة، سواء في المغرب أو المغرب، وهي التي تتحرك على واجهات متعددة من أجل مغرب الحاضر والمستقبل .

وتنشط الكرجي في جمعيات متعددة للمهاجرين، كما أنها تؤمن بالفكر التقدمي والحداثي، وتعنبر اليوم قيادية اتحادية في إسبانيا بفضل ما راكمته من تجارب نضالية.

في كاطالونيا، شمال شرق إسبانيا، هناك سيدات ليست ككل النساء.. إحداهن شابة مغربية منحدرة من إحدى البلدات شمال القنيطرة بمنطقة الغرب، هاجرت إلى إسبانيا قبل 18 سنة، وهي الآن سيدة أعمال متميزة، مستقرة في مدينة تاراغونا (جنوب برشلونة)، تدبر أعمالها بكل نجاح رغم ظروف الأزمة الاقتصادية التي تضرب إقليم كاطالونيا وإسبانيا عموما، منذ أزيد من سبع سنوات.

إنها عائشة الكرجي النشيطة في كل اتجاه وحين، والتي تعلمت كيف تسبر دروب الحياة المتشعبة في المهجر ليقودها حدسها إلى إنشاء سلسلة من المطاعم في مدينة تاراغونا قبل أن تختصر عددها بسبب الأزمة.

موازاة مع نشاطها الاقتصادي، عانقت عائشة هموم مواطنيها المهاجرين بحيث انخرطت، وهي يافعة وشابة، في العمل الجمعوي والسياسي الملتزم بقضايا الوطن الأم إلى جانب ثلة من المواطنين المغاربة المقيمين في المهجر.

تقول عائشة، وهي تتولى حاليا منصب نائبة رئيس فيدرالية الجمعيات المغربية في إسبانيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها نذرت نفسها للدفاع أولا عن مقدسات البلاد، فقضية الوحدة الترابية لازمة يومية بالنسبة لها.

فخلال السنة الماضية، على سبيل المثال، ساهمت عائشة في تنظيم سلسلة من الأمسيات والندوات الفكرية للتعريف بقضية الصحراء المغربية في إقليم كاطالونيا، أبرزها أقيمت في جامعة برشلونة العريقة بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء، وحضرها عدد كبير من الشخصيات المغربية والاسبانية السياسية منها والمدنية .

كما كانت ضمن المنظمين الرئيسيين للوقفات التضامنية مع الفتاة الصحراوية محجوبة التي احتجزها “البوليساريو” لعدة شهور في مخيمات تندوف فوق الأراضي الجزائرية، تلك التظاهرات التي نظمت خلال السنة الماضية في أهم المدن الكاطالونية، والتي استقطبت لأول مرة سياسيين وحقوقيين إسبان جاؤوا للتعبير عن تضامنهم مع الفتاة المحتجزة ولفضح مزاعم جبهة "البوليساريو".

ومن خلال عشرات الأنشطة ذات البعد الوطني تمكن أصدقاء عائشة، أعضاء فدرالية الجمعيات المغربية بإسبانيا، من إسماع صوت المغرب حتى في أعرق الجامعات والمعاهد في إقليم كاطالونيا.

أما في ما يخص المساهمة في تأطير وتنظيم المهاجرين المغاربة في كاطالونيا، البالغ عددهم حوالي 270 ألف، فإن فدرالية الجمعيات المغربية في إسبانيا، تحرص على الدفاع عن كرامة المهاجر المغربي وحقه في العيش الكريم، وكذلك التعريف بالحقوق والحريات التي يضمنها لهم القانون المغربي ودستور 2011 على وجه الخصوص.

طبعا ليس من السهل، تقول عائشة الكرجي، العمل داخل أوساط المهاجرين في ظل تنامي الخطاب العنصري في إسبانيا وأوروبا عموما، وخاصة “العنصرية المؤسساتية”، التي تزداد استفحالا بسبب استمرار الأزمة الاقتصادية، والتي تعمل بعض الجهات على تصريف عبأها عليهم، "لكننا نحاول بكيفية مستمرة تنظيم ملتقيات لفائدة مواطنينا من أجل الاستماع لهمومهم ومحاولة توجيهم نحو السبل الأفضل لمعالجة مشاكلهم".

ورغم استحواذ الانشغال الجمعوي على اهتماماتها، ظل العمل السياسي ضمن آفاقه المتنوعة يشكل حيزا هاما من ممارستها من خلال عضويتها في المكتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإسبانيا.

وفي هذا السياق، تشتغل عائشة على عدة ملفات تهم الوضعية العامة للمهاجرين، أبرزها مسألة التمثيل النيابي للمهاجرين، حيث تعتبر أنه حان الوقت لإعمال بنود الدستور المتعلق بتمثيلية المهاجرين في البرلمان المغربي.

إنه السبيل الوحيد لتأطير الجاليات المغربية في بلاد المهجر وضمان كينونتهم كمواطنين مغاربة متشبثين بوطنهم وبمقدساته، تقول عائشة.