الجمعة 18 أكتوبر 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: لا حق لأحد في الحديث عن الحكومة، حتى ولو كان والي بنك المغرب

أحمد بومعيز: لا حق لأحد في الحديث عن الحكومة، حتى ولو كان والي بنك المغرب

كل من يقول الحق فهو متآمر على الحكومة، وبما أن الحكومة مقدسة، فانتقادها محرم، والمنتقد كافر سيدخل النار. ولم يسلم من هذا الكفر والتآمر حتى والي بنك المغرب، بعد أن أشار في رسالته الأخيرة إلى الحكومة إلى وضعية القروض، وخصوصا بعد تسجيل تراجعات كبيرة في القروض الموجهة للشركات.

الجميع يعلم بواقع الوضع الاقتصادي بالمغرب، والاختلالات التي يعرفها  متزايدة، والأزمة يحسها ويعيشها عن قرب، الفرد والمؤسسة والمقاولة. والحكومة أو العدالة والتنمية ومن يدور في فلكها وحدهم يقولون العكس، ويبشرون بوضع متفاقم، وعلى نفس النهج، إن تولوا التدبير بعد الانتخابات المقبلة.

هم اعتبروا أن رسالة الجواهري تآمرا، وتوقيتها يؤثر على سمعة الحكومة الطامحة لولاية ثانية ... فلا حق له في انتقاد الحكومة الموقرة في هذا التوقيت بالذات، فلا وقت للحكومة للاستماع إلى تقويمات وملاحظات وانتقادات ... حتى ولو كانت من بنك المغرب ... أهناك هذيان أكبر من هذا ؟؟؟

 فعلا... وسمعا وطاعة، إذ كان الأجدر بوالي بنك المغرب أن يقول صوتوا على بنكيران وإخوانه حتى ولو قاد اقتصاد البلد إلى الإفلاس، فلا شيء يعلوا على صوت وحقيقة الحكومة.

والأجدر بالموظفين أن يناصروا الحكومة ويصوتوا لها يوم 7 أكتوبر لتتم نعمتها عليهم بعد تجميد الأجور، وتوقيف التحفيز، واقتطاع مستحقات المضربين، وتعديل التقاعد، وإقرار التعاقد بدل  التوظيف - قريبا -  بإذن الله..

والأجدر بالمثقفين أن يساندوا الحكومة في مسعاها للوصول مرة ثانية إلى الحكم، لتتنكر لهم ولشعرهم وإبداعهم الذي يعتبر بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. .

والأجدر بسكان البوادي والقرى أن يصوتوا لصالح الحكومة حتى ينعم عليهم رئيسها بدموعه وإعلانات التضامن  الخفي والهلامي ...

والأجدر بالأحزاب كلها أن تتراجع عن حقها في الاختلاف والتنافس مع حزب العدالة والتنمية، لكونه الممثل الوحيد والأحق بالقيادة والأغلبية التي يريدها مطلقة .

والأجدر بالنقابات أن توقف كل التزاماتها اتجاه الشغيلة، وتمتنع عن تقديم المطالب والاحتجاج، حتى لا تشوش على مسار ومصير الحكومة... فالحكومة تكفلت بكل شيء حتى بالنضال والخروج في فاتح ماي. والنضال فرض كفاية في عهد الحكومة .

والأجدر بكل المواطنتين أن يصوتوا على العدالة والتنمية وحدها، وحتى قبل موعد الانتخابات وبعدها، ليدخلوا الجنة، فسعادة الدنيا زائلة، ويكفى أن يروا الخير على وجوه وسيارات وفيلات أعضاء الحكومة وأبنائهم و زوجاتهم وأصهارهم و .... فحتى الحج تكفلت به نخب حزب القيادة وأهلهم، فهم فعلا من استطاع ويستطيع إليه سبيلا... 

والأجدر بالجميع أن يصمت ويسكت . Silence ,,,ça tourne…  .....

الصمت لم يعد مجرد حكمة، صار حكمة وحكامة في عهد هذه الحكومة.