- كتبت كثيرا عن المرأة، و ما زلت أكتب. فهي عندي مثل الهواء والحرية، لا أستطيع العيش بدونهما. هي الفكر والتحدي، هي الإنسانية في أسمى معانيها، هي الشعر والموسيقى، هي الحنان والحنين، هي الحياة بكل ما فيها. هي الحاضر والمستقبل، هي الشموخ والكبرياء، هي المعلم والمربي، هي الربيع والأمل في المستقبل، هي كل هذا وأكثر.
فلنقدر عطاءها، ولنحترم جهودها، إن نحن أردنا بناء إنسان قادر على بناء وطن يسعنا جميعا، نساء ورجالا، وطن يعيش فينا ونعيش فيه، حرية وكرامة وعدالة اجتماعية.
- الوطن فوق الجميع، فوق الأسماء والألقاب، فوق اللغات والأعراق، فوق الألوان والأجناس. الوطن فوق الجميع، فوق الأمس واليوم، والغد الآتي، فوق اليأس والترقب والانتظار، فوق الخوف والقمع والاستغلال.
الوطن فوق الجميع، لا يوازيه إلا حلم كبير، أن يصبح وطنا للجميع، وطنا للحرية والكرامة،وطنا للديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
- نتحدث كثيرا عن النضال وعن التغيير، عن النضال من أجل تحسين أوضاع شعبنا الاقتصادية والاجتماعية، ومن أجل إقرار ديمقراطية حقيقية ببلادنا، وهو نضال عادل ومشروع بطبيعة الحال، ولكن قليلا ما نتحدث عن نضال من نوع آخر لا يقل أهمية عن الأول، وأعني به النضال من أجل تغيير تصرفاتنا وسلوكاتنا السلبية الكثيرة، وما أكثرها اليوم مع الأسف الشديد، والتي تؤثر في كثير من الأحيان على نضالنا الأول والأساسي. وكما يقال بأنه لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين، كذلك يمكننا أن نقول بأنه لا نضال من أجل التغيير المنشود دون مناضلين، وأعني بالمناضلين كل المواطنات والمواطنين الذين لهم حس وطني وغيرة على مصلحة وطنهم ومصلحة مواطنيهم.
لذلك علينا، إن نحن أردنا كسب معركة التغيير من أجل مغرب الحرية والعدالة والديمقراطية، أن نخوض معركة جعل المواطن السلبي مواطنا مناضلا وواعيا بأن حقوقه هي جزء من حقوقنا جميعا كمواطنين، ننالها بنضالنا المشترك وتضامننا ومقاومتنا الجماعية للظلم والفساد والاستغلال والاستبداد.