في إطار تحليل معالم " سيكولوجية " حزب الاستقلال الذي لم تأتيه المشاكل " فرادى " في هذه الآونة،يمكن قراءة مضامين البلاغ الصادر يومه الاثنين 13 يونيو عن اللجنة التنفيذية للحزب،الذي تضمن إشارات لها أثر و تأثير،وفي محاولة أولية لإلقاء الضوء على مضامين هذا البلاغ،واهتماما بالفكر السياسي للأحزاب السياسية المغربية إبان " لحظات الأزمة " يمكن رصد المحاور التالية :
*المحور الأول : حزب الاستقلال ينتفض في وجه بعض " صناع القرار "،وينتقص بشكل مبالغ فيه من الثقة في القضاء بأصنافه العادي الدستوري والإداري،وهذا له أعراضه حتى على مستوى الشعار الدولتي الكبير " دولة الحق والقانون "
*المحور الثاني : حزب الاستقلال يتحصن بتاريخه،ويستحضر تراثه،ويناصر قياداته بلا هوادة ( المستشارين الذين تم اسقاطهم،رئيس جهة الداخلة واد الدهب،رئيس الجماعة الحضرية لوجدة)،ويشكك بشكل واضح في الخيار الديمقراطي كثابت مركزي.
*المحور الثالث: حزب الاستقلال يصل لمستوى " المناداة " على الرأي العام بغية تحقيق تنفس يقيه من " جحيم " الضغوطات،والمؤثرات والتسييس العميق،بل الأكثر من ذلك يستلهم " نظرية الفوضى الخلاقة " كنظرية غربية مرتبطة بالبلقنة والتفتيت والتشتيت،ويسقطها على الواقع السياسي المغربي.
*المحور الرابع: بلاغ حزب الاستقلال هذا يضع الحزب العريق في زمن " رد الفعل "،وينتزع "شجاعة استقلالية" خفتت لمدة معينة،علاوة على أن مضامين البلاغ تغيب عنها الحلول الوسطى،ومخارج المواقف الصعبة.
* المحور الخامس: حزب الاستقلال يعزف على سياق " المحيط المضطرب" و الظرفية الصعبة، بالطريقة التي عزف بها حزب العدالة والتنمية على هذا الوتر تقريبا.
* المحور السادس : البلاغ يعكس حالة استنفار قصوى داخل أجهزة الحزب،وحالة " الاستثناء " حاضرة على مستوى الهيئات المركزية والجهوية المدعوة لعقد اجتماعات استثنائية على عجل،بالإضافة إلى أن حزب الاستقلال،من خلال لغة البلاغ يحس ببعض العزلة والهجوم على رصيده التاريخي،ويريد أكثر من أي وقت مضى أن يتواصل مع الرأي العام،بشأن بعض المستجدات،وقد يلوح بسياسة " الأرض الانتخابية المحروقة ".