تمكن عبد الإله بنكيران من الدخول إلى المقر السابق للاتحاد الاشتراكي بحي أكدال بالرباط بالقوة وتحت حماية "الدولة" بعد أن وقف مناضلون اتحاديون سدا منيعا أمام بوابة مقر حزب "عمر بنجلون" لمنع بنكيران من الدخول. هذا الأخير الذي ظل "معسكرا" داخل سيارته في انتظار وصول "رجال النجدة" ليدخلوه بطريقة "غير محترمة" لا تليق برجل دولة تحت وابل من الصفير والصراخ والاحتجاج.
حوالي ساعة ورئيس الحكومة عبد الإله بن كيران "متمترس" داخل السيارة أمام المقر السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأكدال وهو يحبس انفاسه، في انتظار أن يفك عنه حصار الشباب الاتحادي الذي رفض دخوله لمقر الحزب تلبية للدعوة الموجهة له من طرف مؤسسة المشروع التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي.
المحاصرون لبنكيران لم يروا فيه "رئيس الحكومة" الذي ينبغي أن يحمل على الأكتاف وتقدم له أكاليل الزهور، بل رأوا في بنكيران تلك الصورة الدموية التي كان يحملها بنكيران يوم كان قياديا في الجناح العسكري للشبيبة الإسلامية، وتذكروا تلك الشتيمة التاريخية التي علق من خلالها على مقتل الزعيم الاتحادي عمر بنجلون على يد متطرفين من الشبيبة الإسلامية بأنه "كلب أجرب". ما حرك غيرة الشباب الاتحادي هو روح الانتماء لروح عمر بنجلون الذي مات غدرا بطريقة بشعة، بينما أحد المتورطين في دمه يستقبل استقبال الكبار بالمقر التاريخي لحزب الاتحاد الاشتراكي، وهو ما دفعهم ليوجهوا تهمة "الخيانة" للاتحاديين الذي استضافوا بنكيران في بيت عمر بنجلون، ضاربين عرض الحائط القيم الاتحادية التي تعتبر قتلة عمر بنجلون أعداء تاريخيين، فضلا على رمزية المقر التاريخية والسياسية، يقول متحدث اتحادي الذي استطرد قائلا "بعد مضي ساعة على منع رئيس الحكومة من ولوج المقر، حضرت تعزيزات أمنية بالعشرات بالزي الرسمي والمدني وفتحت باب المقر بالقوة وفرضت دخول رئيس الحكومة لمقر الشهيد عمر بن جلون. واعتبر المصدر نفسه أن مؤسسة المشروع التابعة لذات الحزب من حقها أن تنظم لقاءات وتتطارح قضايا فكرية وثقافية واقتصادية وفق سلسلة اللقاءات المبرمجة خلال شهر رمضان، مؤكدا كذلك على أحقية المنتسبين لحزب المهدي وعمر وعبد الرحيم على الاعتراض على كل ما من شأنه أن يمس برمزية وتاريخ مقرهم، مستغربا في ختام تصريحه لـ "أنفاس بريس" من أن عناصر الأمن التي حضرت لمقر الاتحاد الاشتراكي السابق هي التي فرضت دخول رئيس الحكومة، في الوقت الذي كان من الممكن البحث عن آليات وصيغ أخرى للحوار والتفاوض ترضي الطرفين. هذا وعلمت "أنفاس بريس" أن المحتجين المنتسبين لحزب الوردة قد رفعوا شعار "ارحل" في وجه بنكيران أمام مقر الحزب بأكدال، وشعارات تستحضر ذاكرة الشهيد عمر بنجلون واغتياله من طرف الظلاميين، ومنعوه من الدخول للمقر ذاته ما يقارب الساعة.