الأربعاء 24 إبريل 2024
تكنولوجيا

فيسبوك لا يصلح للأطفال حتى لو كان تحت رقابة الآباء..لماذا؟

فيسبوك لا يصلح للأطفال حتى لو كان تحت رقابة الآباء..لماذا؟ الأطفال ليسوا جاهزين لنزاعات الكبار على فيسبوك
حضت مجموعة من خبراء الصحة القائمين على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على سحب تطبيق موجه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاما.
ووجهت المجموعة التي تضم أكثر من 100 خبير، رسالة مفتوحة إلى مؤسس فيسبوك ومديره مارك زوكيربرغ، يصفون فيها التطبيق بأنه محاولة “غير مسؤولة” لتشجيع الأطفال على استعمال الموقع. وأعرب الخبراء عن اعتقادهم بأن الأطفال ليسوا جاهزين لتكون لهم حسابات بموقع فيسبوك.
ويقول الموقع، وفق " العرب اللندنية، إن التطبيق صممه خبراء في السلامة الإلكترونية، استجابة لنداءات أولياء الأمور من أجل وضع المزيد من القيود على استعمال الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي.
ويعد التصميم نسخة مبسطة من تطبيق الرسائل في فيسبوك، ويتطلب استعماله موافقة أولياء الأمور، ولا تستغل البيانات فيه لغرض الإعلانات.
وتقول الرسالة المفتوحة “تطبيق رسائل الأطفال سيكون على الأرجح أول منصة للتواصل الاجتماعي يستعملها أطفال المدارس الابتدائية، ما بين 4 و11 عاما، على نطاق واسع”.
وتضيف الرسالة “لكن دراسات كثيرة بينت أن الإفراط في استعمال الأجهزة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مضر للأطفال والمراهقين، بما يجعل من المرجح جدا أن يعيق التطبيق النمو الصحي للأطفال”. وتتابع “الأطفال ببساطة ليسوا جاهزين لتكون لهم حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، وليسوا في عمر يسمح لهم بالدخول في علاقات افتراضية على الإنترنت، تؤدي في الغالب إلى صراعات ونزاعات بين المستخدمين البالغين”.
ورد فيسبوك بالقول “منذ أن أطلقنا التطبيق في ديسمبر، أبلغنا أولياء أمور في شتى أنحاء البلاد أنه ساعدهم في التواصل مع أبنائهم باستمرار، وسمح للأطفال بالتواصل مع أقاربهم سواء كانوا قريبين أو بعيدين عنهم”.
وأضاف أن من بين الأمثلة على هذا التواصل “حكايات عن أولياء أمور يعملون ليلا ويتمكنون من قراءة قصص لأطفالهم قبل النوم، وأمهات يسافرن للعمل ويحصلن على معلومات عن أطفالهن”.
وتتساءل الرسالة حول ما إذا كان الأطفال بحاجة إلى مثل هذا الدور الذي يقوم به هذا التطبيق في حياتهم، وتقول “الحديث مع أولياء الأمور البعيدين لا يتطلب تطبيق رسائل الأطفال، فهم يستطيعون استعمال صفحات أولياء أمورهم وخدمة سكايب، وحسابات أخرى للتواصل، ويمكنهم ببساطة استعمال الهاتف”.
وتشير الرسالة إلى عدد من البحوث والدراسات تربط بين مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة التوتر والقلق بين المراهقين.
وتقول الرسالة إن المراهق الذي يقضي ساعة في الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشعر بنقص في جميع مجالات حياته، وإن من تتراوح أعمارعم بين 13 و14 عاما “ممن يقضون ما بين 6 و9 ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي أسبوعيا يزيد بنسبة 47 في المئة احتمال الإعراب عن عدم السعادة مقارنة بنظرائم الذين يقضون ساعات أقل”.
كما تشير الدراسة إلى أن الإفراط في استعمال مواقع التواصل الاجتماعي يجعل الفتيات من 10 إلى 12 عاما أكثر ميلا للانبهار بالنحافة والقلق من أجسادهن واتباع الحميات.
وتؤكد إحصائيات أن 78 في المئة من المراهقين يتفقدون هواتفهم كل ساعة، ويقول 50 في المئة منهم إنهم مدمنون على تفقد هواتفهم.
ومن جانبهم، يقول نصف أولياء الأمور إن تحديد ساعات استخدام الكمبيوتر معركة يومية مع الأطفال.
وأطلقت شركة فيسبوك تطبيق “ماسنجر كيدز” للتوسع في سوق غير مستغلة حتى الآن للأطفال تحت سن 13 عاما بعدما خسرت معركة سوق المراهقين مع سنابشات.
وأظهرت دراسة أن سنابشات هي الشبكة الاجتماعية الأكثر شعبية بين المراهقين.
ويوضح مسؤولو فيسبوك آلية العمل بالقول “عند رغبة أحد الأطفال في إضافة صديق له، يتطلب من أهل الأول إرسال طلب صداقة لأهل الثاني كي تتمكن الأسرتان من إنشاء حسابات لطفليهما والتحكم بالتالي في حسابيهما”.
وفي نفس السياق، يوفر التطبيق الجديد للأطفال عددا من الخدمات التعليمية والصور المتحركة المخصصة لأعمارهم، بجانب إمكانية إجراء المحادثات الكتابية والهاتفية والمصورة. فيما أعلن فيسبوك حظر الإعلانات وأدوات جمع المعلومات بغرض التسويق في التطبيق المذكور، وفق المصدر ذاته.
ويستخدم النسخة التقليدية من تطبيق ماسنجر الخاص بفيسبوك أكثر من مليار مستخدم نشط حول العالم شهريا.
وذكرت شركة فيسبوك في يونيو الماضي في بيان أن عدد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الذي تديره الشركة بلغ ملياري مستخدم شهريا.
وقالت الشركة إن ما يزيد على 800 مليون شخص يسجلون “إعجابهم” بشيء ما يوميا على فيسبوك، بينما يتشارك أكثر من 175 مليون مستخدم رمز “الحب”.
ويفوق عدد قاعدة المستخدمين عدد سكان أي دولة منفردة ويتجاوز سكان ست من القارات السبع. كما يمثل أكثر من ربع سكان العالم، البالغ عددهم 7.5 مليار نسمة.