الخميس 25 إبريل 2024
اقتصاد

اللي حرث العثماني دكَّاتو لاجارد..  صندوق النقد جا يفش الروايض للمغرب بالمرة

اللي حرث العثماني دكَّاتو لاجارد..  صندوق النقد جا يفش الروايض للمغرب بالمرة رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني. ومديرة الصندوق، كريستين لاجارد

في أجواء طقس بلدنا المتسم هذه الأيام بانخفاض درجات الحرارة إلى مستويات جد متدنية، يبدو أن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ومن يدور في فلك توليفته، الأكثر صعقا بها. عقب أن حل عليهم صندوق النقد الدولي في شخص مديرته، كريستين لاجارد، وهو محمل بقطع ثلج إضافية أبى إلا أن يلقى بها على ظهور مسؤولينا، وهم في عز البحث عن دفء التطبيل لما يروه إنجازات تستحق الإعتراف والإقرار.

وبهذا، لم يكن الحالمون بتصديق ادعاءاتهم واعون بأن هناك صندوق دولي ينتظرهم "فالدورة" ليضرب لهم كل المحاولات في "الزيرو"، بل في "ناقص واحد". حتى أنه أصر على ألا يقذف بمساميره إلى "روايض" الحكومة عن بعد، وإنما تكبد مشاق السفر من أجل الحلول فعليا، منذ يوم أمس الإثنين 29 يناير 2018، لإتمام المهمة على أكمل وجه وبلا وسائط.

ولعل في شد الرحال هذا، رسالة إلى كون الموضوع آني ولا يُحتمل تأجيل نقاشه، مع وضع أكثر من سطر تحت كلمة "النقاش"، من منطلق أن هناك أوامر مبنية على تشريح يقيني ولا مجال للشكيك في صدقها. مفاده أن الإستغراق في تسلم الديون الخارجية أكبر زلة تقدم عليها حكومة "البيجيدي"، وما تواصل اقترافها على خطى السلف عبد الإله بنكيران، إلا مغامرة غير محسوبة العواقب ووبال على شعب بأكمله. الأمر الذي يقطع أي همس رسمي لمحاولة معاودة سرد تفاصيل التبريرات، أو التظاهر بالعمل على تخفيف تلك الطلبات.

وفيما يشبه "تجباد الوذنين"، كشفت المديرة كريستين من قلب مراكش، أن ما تستنزفه القروض المغربية التي تعد من أعلى النسب على المستوى العالمي، كان الأجدر توجيهها لتمويل البرامج الإجتماعية الحيوية والإستثمارات الضرورية في البنية التحتية. وفي هذا أيضا برقية عاجلة على أن "را ما كاين برامج حكومية لا مولاي بيه" في هذا الوطن الجميل. بخلاف سياسة "تعمار الشوارج" المتبعة لتسكين حنق أزيد من 30 مليون مغربي ومغربية. ومنهم الشباب والمرأة اللذان طالبت لاجارد كذلك بإطلاق طاقاتهم كإشارة مبطنة على أن العثماني وما يليه "أبطال العالم" في تكبيل الجهود الباحثة لها عن مخرج.

هي زيارة إذن، ليس من شأنها إلا أن تحفر بصمتها التوجيهية في العقل الباطن للدكتور النفساني، وتلقنه درسا بسيكولوجيا، ربما قفز عليه "البروغرام" الذي درسه، أو على الأقل فشل في توظيفه لتدبير أمر سياسي. فكانت النتيجة، أن "تعشى الجزار باللفت" قبل أن يتغذى اليوم بمشاعر الإحباط.