الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

مولاي أحمد بلبهلول: أيها السكان، أيتها الساكنات، الرئيس يصارحكم

مولاي أحمد بلبهلول: أيها السكان، أيتها الساكنات، الرئيس يصارحكم

إخواني شبه مواطنين.. أخواتي شبه مواطنات.. منذ أن جلست عليه... أعني كرسي الرئاسة، وأنا أبعت لكم بالرسائل: منها المشفرة، ومنها المبطنة، ومنها المرموزة، وأحيانا الواضحة. وللتاريخ فقد كنت دائما أقول وأكرر قولتي المشهورة: "واش فهمتوني ولا لا؟". لكن مع الأسف تبين لي أنكم "مافهمتونيش".. وعدتكم بمحاربة الفساد ولم أفعل. وعدتكم بإصلاح التعليم والتطبيب وتوفير الأدوية للفقراء والمحتاجين. وعدتكم بالسكن اللائق. وعدتكم بالعيش الكريم. وعدتكم بخلق 500 ألف فرصة عمل، إلخ إلخ... كل هذه الوعود كانت مجرد وهم تبخرت وذهبت مع الريح.. أما الحقيقة فهي الزيادة في أسعار المواد الأساسية وفواتير الماء والكهرباء، الاقتطاع من أجور الموظفين المضربين.. وهي سابقة في تاريخ الحكومات التي تعاقبت على تسيير شؤونكم، تجميد الأجور، رفع سن التقاعد، التنازل عن صلاحيتي الدستورية... أثقلت كاهلكم بالديون الخارجية.. نساء من مناطق نائية بدون مستوصفات تزهق أرواحهن على ظهور الدواب في طريقهن إلى مستشفى من أجل أن يضعن حملهن.. تدخلت لابني للحصول على منحة دراسية مغربية ليتابع دراسته الجامعية بفرنسا.. بطبيعة الحال لست في حاجة إلى هده المنحة، ولكن المقصود منها استفزاز الطلبة بالجامعات المغربية كي يفعلوا شيئا... قلت للمفسدين ولصوص الشعب والمهربين والميليشيات والعصابات: "عفا الله عما سلف"، وكأن المغرب ضيعة ورثتها عن جدتي. حولت قبة البرلمان من مؤسسة تشريعية إلى خشبة مسرحية للتهريج والضحك والقهقهة والطنز والكلام الساقط من قبيل: "ديالي كبير عليك".. واجهت أساتذة الغد بـ "الزرواطة" في الشارع العام... أضف إلى هذا عزل مجموعة من القضاة في زمن قياسي.. تضييق الخناق على الأطباء المتدربين والصيادلة... كل هذا ولم تحركوا ساكنا.. فماذا تريدونني أن أفعل؟ إذن "مافهمتونيش".