الجمعة 19 إبريل 2024
منبر أنفاس

محمد بنقدور الوهراني: تراجع المدرسة له علاقة باستيراد المناهج التربوية..!!

محمد بنقدور الوهراني: تراجع المدرسة له علاقة باستيراد المناهج التربوية..!! محمد بنقدور الوهراني

المدرسة العمومية والمدرسة الخصوصية، كلاهما يمثل خلفية اجتماعية واحدة مرتبطة بالتربية والتعليم.

في الرؤية إلى المدرستين لابد من الأخذ بعين الاعتبار أن الأصل هو المدرسة العمومية، والفرع هو المدرسة الخصوصية. وبالتالي المقارنة والمفاضلة بينهما غير سليمة بتاتا.

تراجع المدرسة العمومية له علاقة بتراكمات تدبيرية ربما لم تراع خصوصيات المجتمع المغربي عندما كانت تنتقي مناهج وبرامج التلقين والتدريس. والاجتهادات التي قامت بها وزارة التعليم في نسخها المتعاقبة، لم تكن تصب في الاتجاه الصحيح لعدة اعتبارات منها: تغييب الفاعلين الأساسيين في اتخاذ القرار التعليمي. وكذلك تكرار عملية الإسقاط المنهجي للمناهج التي تقوم بها مكاتب الدراسات. إذ كيف يعقل أن نستقطب منهجا تربويا من بلد ما، في وضعية لا تشبه وضعيتنا، في ظروف اجتماعية واقتصادية مختلفة، ثم نقوم بتنزيله في مدارسنا..!!؟

مثل هذه الرؤية تؤدي إلى نتائج كارثية.

يمكن إضافة عامل آخر من عوامل تردي المدرسة العمومية والمتعلق بالأستاذ، تراجع الحس الاجتماعي والوطني للأستاذ هو المفصل في قضية التعليم أو التلقين أو التدريس، وغياب العامل التربوي أفقد الأستاذ دوره المئوي في المنظومة.

وهنا يصبح الحديث عن المقابل المادي، والظروف الجيدة، كشرط للقيام بواجب تعليم أبناء الوطن خللا مفاهيميا كبيرا في النظر إلى منظومة التعليم.

كل المبادرات التي تقوم بها الدولة، مهما بلغ مستوى تطورها المنهجي، لا يمكن لها أن تنجح في غياب الإرادة الحقيقية للنجاح في المهمة الواجب توفرها في الأستاذ. بمعنى آخر، ضرورة إعادة الاعتبار لوظيفة الأستاذ المقدسة (كاد المعلم أن يكون رسولا).

بالنسبة للمدرسة الخصوصية، يجب التنبيه على أنها تخضع في عمقها للتوجيه والتأطير والمراقبة التربوية من طرف وزارة التربية الوطنية. وهي بهذا لا تختلف عن المدرسة العمومية في اجترار كل الأقطاب التربوية والمنهجية.

- المدرسة الخصوصية يجب النظر إليها باعتبارها ثلاثة أصناف، 5 نجوم، المصنفة، وغير مصنفة، وكل صنف له مجال وسياق مختلف.

- المدرسة الخصوصية رغم أنها تستغل نقط ضعف المدرسة العمومية في الحرص على الجودة المتعلقة بالتدريس والأمن المتعلق بالتلاميذ، لا تستطيع مواكبة نجاحها وكفاءة مدرسيها.

- المدرسة الخصوصية باجتهاداتها التربوية والترفيهية والتكميلية استطاعت فرض نفسها كرقم مهم في المعادلة التربوية.

- المدارس الخصوصية هي مشاريع استثمارية يلعب فيها العامل المالي دورا مهما، ولكن المدارس الناجحة تراهن على الجانب التربوي باعتباره هو الرافعة التي يمكن من خلالها تحقيق المكاسب المالية، لذلك في الاهتمامات وترتيب الأولويات يأتي الجانب التربوي في الدرجة الأولى.