مشهد تركيبي من الفيديو تخفيض بنسبة 70 في المائة على كل علبة "شوكولاطة" بالبندق، كان كافيا ليحول متاجر التسوق الكبرى بفرنسا، هذا اليوم الخميس 25 يناير 2018، إلى ساحات صراع دموي مفتوح ما بين الزبناء، استعملت فيه كل وسائل الدفع والجر والعراك، وعبارات السب والشتم أيضا. مما شوهد معه، كما عجت بذلك مواقع التواصل الإجتماعي، حالات من الهيستيريا الدالة على رغبة كل وافد لاقتناء الأكثر ودون مبالاة لغيره.
وهو الأمر الذي قاد إلى خلق نوع من أجواء "الهيمري" بين الزوار وكأنهم "عمرهم ما شافو النعمة"، تراجعت معها كل ادعاءات "الأنوار" الحضارية، وأبى معها كذلك التاريخ إلا أن يضع شعب العالم الأول في قلب حدث ما شهَّروا به المغاربة أيام "عام البون"، وفي سنة بلغ رقمها 2018.
والأكيد أن ما سجل من فيديوهات مخجلة عن تلك المناظر وجاب مختلف مواقع العالم، سيتمنى أصحابها، اليوم قبل الغد، زوالها إلى الأبد. لكن من غير رجاء. حيث صاحب كل فرنسي وفرنسية أكثر من حقيبة، ومنهم من استعان بـ"شاريوهات" لملئها على الآخر، هذا من غير ما ألقي على الأرض نتيجة الغليان والفوضى التي أصابت أحفاد "موليير" لغرض الفوز بحصتهم من المنتوج.
وبحسب إحدى الموظفات بالسوق التجاري، فإنها لم تر مثل تلك الحالة المفزعة منذ 16 سنة خلت، حيث نفذ المخزون في ظرف ربع ساعة، وهو الذي كان يباع على مدى ثلاثة أشهر. وفق المتحدثة دائما.
هذا في الوقت الذي أكد عامل آخر على أن الوضع المقلق لحشود المواطنين، دفع الإدارة إلى طلب خدمة رجال الدرك الذين خفف وصولهم من حدة التهافت، موضحا أن كل ذلك كان نتيجة نزول قيمة العلبة الواحدة والتي عبارة عن زجاجة بحجم 950 غرام إلى ما يعادل عشرة دراهم وبضع سنتيمات.
